| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

السبت 31/7/ 2010

 

فيلم كارتون عراقي

عبد المنعم الاعسم 

يستطيع اولئك الذين يبحثون عن موضوعات مثيرة لافلام كارتون مسلية ان يتابعوا فصول الصراع على منصب رئيس الوزراء في العراق، فسيعثرون على كنز ثمين من المفارقات واجواء المتعة والطرائف والمغامرات واضطراب الاقدار والحظوظ وتداخل العناد بالاستفراد بادعاءات القوة والفضيلة الزائفة واستعراض العضلات مما يستهوي الاطفال ويحملهم على الالتصاق إزاء الشاشات الملونة وعيونهم مفتوحة على وسعها.

ويمكن لفيلم الكارتون المقترح هذا، ان يجري مجرى المسلسلات التركية المدبلجة الباذخة من حيث غزارة الدموع وقصر التنانير وفخامة صالات الاستقبال ووجود اكثر من بطل يجلب الشفقة، لكي يتوزع الاطفال المشاهدون عليهم ويصفقوا لاي واحد يكسب جولة في التنافس، كما يمكن لهذا الفيلم ان يحاكي قصص ارسين لوبين من حيث احتشادها بالبطولات الفارغة والصفقات المفضوحة والتحالفات الفاشلة والنداءات الفضفاضة، وكلها في الاخير تقع في حبائل رجل الشرطة الذي لا يقهر، ولا يقلل من شأن هذه الافكار الكبيرة ان تحملها طيور صغيرة مشاكسة او حيوانات منزلية اليفة، فالصغار المولعون بمثل هذه الافلام يحبذون القطط والعصافير والفئران التي تناقش قضايا كبيرة تهم مصائر بني جلدتها.

ويستطيع المؤلف الحاذق ان يستخدم تأثيرات صوتية من النوع الذي يجيّش عواطف الصغار. طبول. زعيق خفيف. حفيف اشجار. رعد. وذلك من خلال سيناريو يأخذ بالاعتبار الابعاد المكانية للحدث، مع مراعاة الحبكة والاقناع واللقطات المقربة “الكلوز” والبناء الدرامي المحكم والخادع، مع الحذر من زج مشاهد الدم والقسوة في ثيمة الفيلم الذي يراد له ان يهيئ الاطفال الى النوم من غير كوابيس.

ويحسن بكاتب السيناريو ان يركز على الهدف الذي تتصارع عليه، وتتسابق نحوه، جحافل القطط والفئران والطيور، وان لا يثقل رؤوس الصغار المشاهدين بالمقولات الفلسفية مثل السيادي والسيادية، او المصطلحات الدستورية مثل الاستحقاق والفراغ، فان مكانة الفلسفة قد تراجعت، وسمعة الدستور قد تردت، وقد يجد بدائل عنها في اغان خفيفة لجوقة من الزرازير تردد اغنية “تاذيني” بصوت كورالي منعش.

في احد افلام الكارتون الامريكية كان الهدف هو “جبنة” أخفيت طي سلة ملابس قديمة، فيما يبحث عنها اثنان من القطط كانا يعتزمان العثور عليها ويتسابقان اليها ليستأثران بها، وطوال وقت العرض يقدم مخرج ومؤلف وسيناريست الفيلم مشاهد شيقة، كان آخرها العثور على الجبنة وقد تعفنت.. للاسف.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
زاوية واحدة من الكون تستطيع إصلاحها ، هي نفسك"
                                                        هكسلي



 

free web counter