| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الثلاثاء 31/1/ 2012

 

عودة نواب العراقية..
تصويب أول

عبد المنعم الاعسم

عودة القائمة العراقية عن قرار مقاطعة جلسات البرلمان خطوة تتجه الى تصويب العمل السياسي المضطرب والمتشابك، وشديد الاحتقان، وهي تسجل نفسها في عداد عناصر ثقافة المراجعة والترشيد المـُفتقدة والتي تراجعت الى ادنى منسوب لها في خلال التجاذبات الساخنة بين المعسكرين السياسيين، العراقية ودولة القانون، وإنْ كان الكثير من المراقبين يعتقدون ان القائمة العراقية كانت في نقطة التجاذب الشديد بين خيارين، العودة واستمرار المقاطعة، احلاهما بالنسبة لمستقبلها مرٌّ.
لكن، وللوهلة الاولى، يمكن القول، استباقا، بان عودة نواب العراقية الى الخيمة التشريعية، ستعطي دفعة الى مشروع المؤتمر الوطني الذي طرحه الرئيس جلال طالباني وتوقف عند نقطة مقاطعة العراقية للبرلمان والحكومة على خلفية ازمة الاتهامات الموجهة الى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وتتوقع المجسات السياسية انصراف الجهود، بعد ذلك، الى مفردات نقاط البحث وسقوف الحلول المقترحة وتأشير القواسم المشتركة بين اصحاب الازمة، واقناع القيادات السياسية على الرمي بثقلها لانجاح المؤتمر.
البداهة السياسية تؤكد، من جانب آخر، بان انهاء مقاطعة نواب العراقية لجلسات البرلمان، ثم استئناف الوزراء لاعمالهم سيمهد الطريق امام تنازلات متقابلة، او هكذا يفترض، حيث يشجع ترحيب كتلة الحكومة بقرار العراقية على الاستطراد قدما في توقع حدوث اختراق ايجابي على جبهة الازمة اخذا بالاعتبار بان الاسباب التي ذكرتها العراقية لمقاطعة مجلس النواب هي نفسها التي وقفت وراء مقاطعة اجتماعات الحكومة، ما يعني اننا ننتظر القرار الآخر في اية لحظة.
لكن الامر الاكثر اهمية لهذا القرار، في بعده الذاتي، يتمثل في انه سيتدارك المزيد من التصدع في صفوف القائمة العراقية، وسيحول دون تمرد نواب او وزراء او مكونات اكثر مما حدث طوال اسابيع من المقاطعة، ويبدو، ان خيار الانتقال الى المعارضة النيابية، الذي طرح على طاولة المناقشة في كواليس القائمة اصطدم بتقدير عدم فاعليته والشكوك في جدواه ونجاحه، وبمخاوف جدية من ان تفقد العراقية، بما تمثله من شرائح ومناطق وقوى تصويتية، موقعها في المعادلة السياسية، وستفقد بالتالي فرص التنافس المتكافئ والمضمون في الانتخابات المقبلة.
علم السياسة الحديث يحذر من ردود الافعال التي تقوم على الكيدية والتجريب، ومن اتخاذ القرارات تحت ضغوط الاستئثار للكرامات، فربما تقود تلك وهذه الى المهالك. لنتذكر ، في هذا، كيف تعامل الرئيس الامريكي جورج بوش الابن لحظة تلقيه فردة حذاء ذلك الصحفي العراقي الغاضب..
مع ان الامثال تضرب ولا تقاس.
 

“التاريخ هو علم الاشياء التي لا تتكرر”.
                                                    بول فاليري

 

جريدة الاتحاد - الثلاثاء 31/1/012
 

free web counter