| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 30 /11/ 2006

 

 

الارهابيون طائفيون .. الطائفيون ارهابيون

عبدالمنعم الاعسم

لا تصدقوا اختلاف اسمائهم ولهجاتهم، فالارهابيون هم طائفيون في المقام الاول، والطائفيون هم ارهابيون بامتياز.. انهم اتحدّوا في مواجهتنا، وتحّابوا على كراهيتنا، واقسموا على جز رقابنا ليخلوا الطريق لهم معا، وتعاهدوا على خوض الحرب الجهنمية لالحاق الهزيمة باحلامنا النبيلة.
ولا تأخذوا مناكفات او مشاكسات بعضهم البعض بالتصديق، فإنْ تشاتما فليس عن بغض بل عن ملاسنة، وإنْ تبادلا التهديد فليس عن عزم، بل عن عتاب ، وإن عضّا اصابع بعضهما فليس عن قرار بالايذاء، بل عن قرار بالتذكير..انهما يمثلان امامنا دور المختلفين، لكن بُحيرة الدم التي يفجرانها تحمل شهادة شراكتهما في الجريمة المروعة، ومشهد الجثث المترامية في المنعطفات والشوارع وامام المستشفيات تفصح عن بصماتهم واسمائهم ومقاساتهم ومموليهم.
ان حلف الارهابيين والطائفيين يتجاوز في طبيعته العدوانية لغة السياسة الى لغة القتل اليومي إذ يتقاسم اصحابه ارقام ضحايانا بعدالة متناهية، ويتبادل ساسته خطيئة التجييش لقتلنا بايقاع محسوب وبكفالة الشاشات الملونة، وينخرط عرّابوهم معا في رقصة التشفي بنا، ويدخل اصحاب الفضائيات في هذا المهرجان سعيا الى اذلالنا وتركيعنا، وهؤلاء شركاء اولئك في الجريمة التي تجري فصولا.
الطائفيون يغيرون باللباس الاسود هنا لذبح بضعة من نسائنا فيرد الارهابيون، بالخمار البدوي، هناك لقطع رؤوس رجالنا، يغير اولئك على الاعظمية ويغير هؤلاء على الكاظمية، لكنهما يستخدمان سلاحا من مصدر واحد وينطلقان معا من مستنقع واحد، ومن تحت بسملة مُحَرّكة متشابهة، وبفاتحةِ ايةٍ قرآنية واحدة، وهما معا يدعيان الاسلام، او على الادق، دعاة اسلاميون، يحفظون القرآن من الغلاف الى الغلاف، عن ظهر قلب، ويعرفون، افضل منا جميعا، بان قتل البريء لا يغتفر، لكنهم، معا، يقتلون بلا رحمة، ويتلذذون في قتل الابرياء منا بمهارة يصفق لها اسيادهم..واسيادهم كما يتضح، يوما بعد آخر، ليسوا اعداء بعضهم بل هم الاخرون متحالفون ضدنا.
ان الحرب التي تجري بالوان الدم في شوارع بغداد..حرب الطائفيين والارهابيين.. خرجت عن ان تكون حربا بين جهتين طائفيتين..انها حرب يشنها مجرمون من الطائفتين ضدنا، ومن لم يصدق ذلك ليتتبع المؤتمرات الصحفية التي يعقدها ساستهم علنا وامام الشاشات الملونة، فهم متحضرون مع بعضهم وضواري ضدنا، وشاءت المهزلة ان نستمع في غضون ساعات لأثنين من تلك الولائم الاعلامية يظهر فيها سيد حرب هنا وسيد حرب هناك ليتبادلا "العتاب" وفوازير الحرب والجريمة التي يرتكبانها بدم بارد.
اقول: لا تصدقوا ما يقولون بانهم يحاربون بعضهم..الارهابيون والطائفيون يحاربوننا معا..انظروا الى الحقيقة التالية: الضحايا مدنيون لا علاقة لهم بالحرب، وليس بينهم مسلح واحد من الارهابيين والطائفيين.. وهكذا فان الموت لنا، والشاشات الملونة لهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
" ايها المخبرون.. يا رجال الانتربول في كل مكان.. عبثا تبحثون عن الجريمة الكاملة..اننا نعرفها "
                                                                                       محمد الماغوط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد