| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 2/5/ 2008



دردشة
على مشارف مدينة الصدر

عبد المنعم الاعسم

سألني مراسل اجنبي، في بغداد، كان يتابع اخبار المعارك ووقائع العصيان المسلح في مدينة الصدر:

* من هم هؤلاء المسلحون؟ وما هو انتماؤهم السياسي؟.
* قلت، انهم موزعون على ثلاثة مجموعات، الاولى، مجموعة من المجرمين المحترفين ممن لا ينتمون الى جهة سياسية، ولهم مصلحة "مهنية" في انفلات الوضع الامني في الحي وفي غياب سلطة القانون حصرا، ولديهم تنظيمات تشبه الى حد بعيد هياكل المافيات التقليدية، وهي اخطر المجموعات واكثرها دموية، والفئة الثانية، جمهرة من العاطلين (اغلبهم من افراد الامن والجيش السابق) الذين يتعاطفون مع التيار الذي يقوده السيد مقتدى الصدر وهم ينتضمون في ما يشبه الخلايا التي يقودها "اشقياء" او "زعماء احياء" او طامحون سياسيون يؤمّنون اجورا لافراد مجموعاتهم بمختلف الطرق والوسائل، وقد ترتبط بعض مجاميعهم بجهات خارجية تمدهم بالسلاح والمال، اما الفئة الثالثة، فانهم الملتزمون بقيادة الصدر والمنخرطون في ما يسمى بجيش المهدي، وهم اكثر تنظيما وانضباطا، لكنهم ايضا، اكثر تدريبا واعدادا سياسيا من غيرهم.

* ثم سألني المراسل: وماذا يريدون من مقاتلة الحكومة؟ اقصد ما هي اهداف هذا العصيان المسلح الذي يتسبب يوميا بسقوط ضحايا بالعشرات ؟.
*قلت له: على الرغم من ان جميع هذه الفئات تقاتل القوات الامنية بطرق حرب العصابات وتتعاون في ما بينها للحيلولة دون دخول الحكومة الى مدينة الصدر، لكن من الواضح ان لكل فئة من هذه الفئات اهداف ومصالح، فمسلحو الجريمة المنظمة يدافعون بشراسة عن "مدينة" من غير حكومة ولا استقرار، فان نفوذهم وحركتهم وجرائمهم واعمال الاختطاف التي يتفننون ويبرعون فيها وينفذونها في الحي وخارجه، ستكون في مهب الريح في حال استتباب الامن وفرض سلطة القانون، فيما تتركز اهداف فئة العاطلين على تامين معيشة، او فرص عمل، لهم ولاسرهم، وفي سبيل ذلك لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم واعمال العصيان تحت شعارات طائفية تحاكي شعارات الصدريين، اما اهداف التيار الصدري وانصاره فهي سياسية ومليشياوية، عنوانها وقف المداهمات والاعتقالات ضد انصار التيار والاعتراف بـ"سلطة" جيش المهدي باعتباره المفوض عن سكان المدينة والممثل لهم، وقد تتجاور الاهداف طابعها المحلي الخاص بمدينة الصدر الى ملفات سياسية مثل التضامن مع مسلحي البصرة او الرد على بعض مواقف الحكومة والسياسات الامريكية في العراق.

* ثم عاد يسألني: وما هو الحل برأيكم؟ اعني، كيف السبيل الى استقرار هذا الحي؟
قلت: الحل موزع على اربعة مستويات، الاول، انهاء عسكرة مدينة الصدر وتفكيك خلايا الجريمة المنظمة باعتباره ضرورة وطنية وليس مطلبا حكوميا فقط، والثاني، انهاء خيار الحل العسكري والحصار الصارم القائمان على ردود فعل، او على العقاب الجماعي للسكان، وثالثا، التعجيل بتقديم خدمات لمليونين من سكان الحي وتوفير فرص عمل لعاطليه بما يقلص اسباب الانخراط في هذا العصيان المسلح، ورابعا، عودة زعماء التيار الصدري الى حكمة العقل بالانتقال الى النشاط المدني وانهاء التشكيلات المسلحة الخارج على القانون والكف عن تقديم الغطاء للعصابات الاجرامية ، بما يعزل مشروعهم السياسي عن تلك المشاريع الارهابية والاجرامية.

* واخيرا سألني المراسل الاجنبي: وماذا سيحدث بخلاف ذلك؟
قلت متسائلا: وهل قرأت في اسطورة قديمة عن شعب انقسم الى شطرين احياء ينحبون على قبور اموات.
 


 

Counters