| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأحد 2/12/ 2012

 

لا.. يا رئيس الوزراء

عبد المنعم الاعسم 

الخصومة التي يخوضها رئيس الوزراء نوري المالكي مع (والاصح: ضد) شركائه الكرد في الحكم والعملية السياسية، وقبلهما في معارضة الدكتاتورية، محيرة، ومثيرة، وتفتقد الى عناصر الدراية والحكمة والتحسب للاخطار، وهي اكثر حيرة وتعقيدا وخطورة، في منحاها التصعيدي اليومي، وفي اللهجة المتوترة والحانقة والتعبوية التي جميعا تؤثث المسرح لمواجهة، أو “منازلة” مع المكون السياسي والقومي الكردي ربما تخرج عن الانضباط، ولتعيد الاذهان الى تقاويم الحروب الكارثية المسجلة باسم حكومات العراق الملكية والجمهورية والبعثية التي تساقطت تباعا وفي سجلها خطيئة القفز من فوق فروض الشراكة في الوطن، وخطأ استخدام القوة لفرض مشيئة المركز، الذي لم يكن إلا فردا في حقيقة الامر.

لكن الاكثر خطورة، في ادارة السيد المالكي للخصومة مع الشركاء الكرد، يتمثل في لجوئه الى لغة التهديد، في بيئة سياسية ملبدة بغيوم سوء الظن وانعدام الثقة وتحفز المشيئات الاقليمية، وفي وقت يقف المالكي وحيدا في هذه الزاوية إذا ما اخذنا بعين النظر معارضة اقرب حلفائه في التحالف الوطني (التيار الصدري. المجلس. المؤتمر الوطني..) لهذا المنهج فضلا عن الكتل الاخرى التي تشكل قوام حكومته.

كل هذا يفتح السؤال الاستباقي المهم: على من يراهن رئيس الوزراء في حراكه هذا؟ والجواب السهل الذي نسمعه من اركان خيمته يقول ان هذه السياسة تحظى برضى الشارع، او في الادق، بتأييد ابناء الوسط والجنوب من الجمهور الشيعي، وبعض شرائح العرب من سكان كركوك لاسباب تتصل بحساسيات قومية مستعارة من عهد الدكتاتورية، فيما يتشكك كثيرون بصحة (او رسوخ) هذا التأييد.

اما اذا كان  التجييش ضد الكرد يستهدف الى حسم الصراع السياسي على السلطة لصالح المالكي، فهو الاخر منزلق نحو نفق مظلم لا آفاق له في الحسابات الانتخابية المعروفة، وثمنه باهض، فالقوى التصويتية هذه جربت وعود كابينة رئيس الوزراء بتحقيق الرخاء والاستقرار والإدارة الرشيدة، وقد سقطت جميع تلك الوعود في وحل سنتين ونيف من ولايته، الامر الذي يستخدمه منافسوه، ايضا وعلى نطاق واسع، في حملتهم الاعتراضية الانتخابية  كما نشاهد ذلك على واجهات الاعلام، وعلى مدار الساعة، وليس من غير مغزى ان تقف مرجعية النجف الدينية في صف الحسابات الاخرى.

خطوط التماس مع الاقليم، بعد ذلك وقبله، لا تصلح ان تكون ورقة انتخابية، او مفتاحا لزيادة مناسيب الاصوات، او ميدانا لتجريب كفاءة الدبابات.. او حتى التهديد باللجوء اليها..

لا، يارئيس الوزراء.. بالتهديد لا تدار مثل هذه الامور.


" ما يسلب بالعنف لا يحتفظ به إلا بالعنف"
                                                    المهاتما غاندي


 

free web counter