| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الأثنين 2/4/ 2012

 

المؤتمر الوطني..
لا وقت للمناورات

عبد المنعم الاعسم

اصبح الطريق سالكا، الآن، الى المؤتمر الوطني لحل الازمة السياسية في البلاد، والانتقال الى ترميم التصدع في البنيان السياسي للمرحلة وتصويب المواقف حيال مفهوم الشراكة في ادارة شؤون البلاد، مثلما اصبح واضحا لجميع الاطراف، واكثر من اي وقت مضى، الجسر الذي ينبغي العبور من فوقه الى ضفاف الحل والسلامة وكفالة التهدئة بعيدا عن نزعة الخندقة وكسر العضم ومحاولات التخوين والتهرب من المسؤولية والمزاحمة والاقصاء والتهميش واللّيّ من اليد التي توجع الطرف الآخر والتمارين الاعلامية اللامسؤولة، وغيرها من قواعد اللعبة التي اضرت بالجميع، من غير استثناء، وبالاستقرار والعملية السياسية والعراق.

وإذ ارجئت اجتماعات القيادات السياسية، اكثر من مرة، فانه يفترض ان تكون هذه الارجاءات فرصة لاطراف النزاع السياسي لكشف النيات والتعرف على السقوف السياسية لمطالب وشروط الفرقاء، والتوصل الى قناعة بانه لا وقت للمناورات واللف والدوران، ولا مفر من البحث في المشتركات ووضع التوقيتات للحلول، والنظر الى الاخطار المحدقة بمسيرة التغيير، بجدية ومسؤولية، على اساس ان الاستفراد بالقرار السياسي لا مكان له في المعادلات ذات الصلة بالتوازن السياسي القائم، وان الانتقال للمعارضة لانصيب له من التوفيق في ظل الحقائق السياسية النافذة.

وعلى خلفية التجاذبات التي جرت وتعقدت غداة تعيين موعد المؤتمر برز الى السطح ما يبدو انه تناقض بين مساري الدستور ونصوصه والتوافقات واحكامها، فكل طرف يمسك بطرف واحد من المسارين، فيما تأكدت للمراقبين الموضوعيين، بانه لا الدستور وحده يمكن له (بسبب الكثير من النصوص الغامضة والمتناقضة) ان يعالج المشكلات السياسية الناشئة والمتفجرة، ولا التوقفات في ذاتها كافية لتأمين اجواء الثقة بين المتصارعين السياسيين، وانه، بعد ذلك، من العبث التمسك بالنصوص الدستورية او التوافقات، إذا ما اريد نزع فتيل الازمة السياسية، وبناء شراكة راسخة تحول دون تعريض البلاد الى هزات او تصدعات.

وبكلمة موجزة، المطلوب، ايجاد مسار جديد، بديل، للمناقشة والبحث في الحلول والمفاتيح والمسؤوليات، يسترشد بالدستور وبالتوافقات، معا، ويضع خارطة واضحة للالتزامات والاجراءات المطلوبة من خلال تسميات كيميائية للخطوات المطلوبة.

الجميع في زاوية المسؤولية، والحرج، والاستقطاب، والجميع في حاجة الى الجميع، فلا وقت للمناورات.

بل وليس ثمة وقت للتفريط بماء الوعود.. وماء الوجه.

 

"تسلـّمَ بالسكوت من العيوب ... فكان السكـْتُ أجلب للعيوب".     
                                                           مكي بن سوادة


 

free web counter