| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 29/6/ 2010

 

جملة مفيدة

بانتظار القرار الشجاع

عبد المنعم الاعسم 

/ دخلت ازمة تشكيل الحكومة طورا حرجا يهدد العملية السياسية التي تعاني اصلا من احتقانات بالانهيار، ويعرص بصمات الديمقراطية التي لم تترسخ بعد الى الضياع، ولم تعد لقاءات المجاملة وتطييب الخواطر وكلمات الحرير الناعم تنفع في انقاذ الموقف، بعد ان استنفذت شحنتها والامال التي كانت معلقة عليها.
/ ولم يعد المشهد السياسي، والشلل الذي يضرب مفاصل الدولة ودورة الاعمال والادارة يتحمل المزيد من العبث والتلاعب بالكلمات، والتسويف، والتأجيل، ومزاعم الحرص على المصلحة العامة وحماية الدستور والديمقراطية، فقد شبع الجمهور العراقي من هذا الكلام السقيم، واختنق بهذا الهواء الفاسد، وباتت الملايين على برميل من الغضب والغليان لانها وحدها تحملت نتائج هذه الرطانات والتخندقات والتحصينات والصراع على السلطة.
/ وفي هذا المنحدر، عرف الجميع، الاقطاب والمراقبين وابناء الشعب على حد سواء، ان الحلول والصيغ والسيناريوهات التي تقاذفتتها الكتل منذ انتخابات آذار حتى الآن وصلت الى طريق مسدود ونذير عواصف، واصبح المعبر مفتوحا على الحل الوحيد الذي لم يعتمده اصحاب الازمة وهو الانسحاب من الخنادق والتحصينات والشروط ، واعلان بدائل تحظى بالاجماع والقبول وتمضي من فوق الاعتراضات والخطوط الحمر، ولم يكن المخاض العراقي عقيما بحيث يفتقد الى اسماء ترقى الى توصيف المقبولية الشاملة، والتدبر المطلوب والعقل المفتوح.
/ مناسبة هذا الكلام هو ماقيل عن لقاء مرتفب آخر بين اياد علاوي ونوري المالكي، وهما السياسيان اللذان يطرحان نفسهيما كصاحبي حق في رئاسة الحكومة الجديدة، ولا يتنازلان عن هذا الحق "الدستوري" وقد جرّا المشهد السياسي طوال الاشهر الثلاث الماضية الى جدل وتدخلات ومتاهات ومواجهات، واصبح معروفا ان كل منهما يواجه تحديات ومنافذ شائكة الى المنصب، وقد جربا (بمختلف السبل) تحقيق توازن برلماني في صالحهما لكن دون جدوى، فيما اضاف النص الدستوري ذي الصلة بالموضوع الكثير من التعقيد والانشقاق الى طاولة البحث.
/ اقول، ان اللحظة السياسية القائمة المحتشدة بعناصر القلق والانفجار باتت مفتوحة على القرار الشجاع الذي ينبغي ان يتخذه المالكي وعلاوي، ويُغتقد انهما قادران على ذلك لانهما باتا يعرفان بان السيناريوهات السابقة فقدت الفرص الى التوافق والمرور من تحصينات الكتل، وان بين ايديهما حقائق عن خارطة المجلس النيابي الجديد والمشيئات التي تدير مواقفه، وحقيقة ساطعة: ان علائم فقدان الصبر في الشارع اصبحت واضحة، ولا مستقبل لساسة اللاحل، واللاتوافق. واللاتنازلات.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
إذا ازداد الغرور.. نقص السرور"
                                  حكمة



 

free web counter