| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الجمعة 29/4/ 2011

 

حكومة مهزوزة.. لكن اوتادها كثيرة

عبد المنعم الاعسم 

احسن ما يمكن وصف حكومة نوري المالكي، الان، انها حكومة في مهب الريح. يكفي القول ان رئيسها تشكك في جدارتها منذ اليوم الاول من حصولها على ترخيص مجلس النواب، وها هو اليوم، بعد حوالي عام على إعلانها، يتشكى من اعتلالها وفشلها ويروّج الى صرفها والتلويح بدفع الامور الى اعادة الانتخابات النيابية، بعد ان اصطدم بصعوبة، وربما استحالة، تشكيل حكومة اغلبية.
وقبل الحديث عما يحول دون اعلان سحب الثقة عن الحكومة من عناصر وإرادات ينبغي طرح السؤال الاستباقي عمن يستفيد ، من فرقاء العملية السياسية، من ترحيل الحكومة وتعويم الوضع السياسي والامني عند نقطة اعادة تشكيل حكومة جديدة أو اجراء انتخابات جديدة، وذلك تمييزا عن الفائدة الكبيرة التي يحصل عليها المشروع الارهابي وقوى التطرف والتجييش والفوضى والتدخل الاقليمي، الامر الذي يـُرصد وتـُقدر نتائجه في التحليل الموضوعي. اما المتصارعون فان لكل واحد حساباته في تفليش الشراكة الحكومية الهشة اصلا، ولكل جهة خطة وقاية وتكيف وتبرير، ولا نعجب حين يـَتخذ كل هذا الهوس الفئوي شكل غيرة على الوطن ومصالح الشعب والعملية السياسية.
في الظن، وربما في مرمى الحقيقة، ان المستفيدين، في المقام الاول، من ترحيل حكومة المالكي (غير الجماعات المسلحة) اولئك الذين جاءت الحكومة على غير الوصفة التي تناسب طموحهم الفئوي، ومضت، خلال عمرها القصير، في سبيلٍ نأى عن تأثيرهم، واولئك الذين دخلوا في خصومة مع شخص رئيس الوزراء، من الكتل الاخرى، وايضا، من داخل تحالف الاكثرية، فضلا عن شرائح شعبية متزايدة ترى ان حكومة الاربعين وزير اهدرت الثروات واضرت بمصالحها عدا عن انها دون مستوى الجاهزية الحقيقية لتحقيق الوعود، وبخاصة الوعد الذي اطلقه المالكي بتحقيق الخدمات في غضون مائة يوم ابتداء من آذار الماضي وقد عبرنا نصف المدة من نتائج على الارض.
والان، ما الذي يمنع ترحيل الحكومة؟.
على المستوى الدستوري ستواصل الحكومة مهامها كحكومة تصريف الاعمال، وستندلع التجاذبات والاشتباكات السياسية حول سلطات رئيس هذه الحكومة، ويعرف الجميع، بالاستناد الى تجربة التشابكات السياسية السابقة، ان كسب الجولة وحسمها لصالح طرف او زعامة، امر متعذر، وان سمعتهم ومراكز نفوذهم(في ظل الدوامة الجديدة) ستتصدع اكثر فاكثر، والحال، ان فرقاء الصراع سيفكرون ببدائل(غير اسقاط الحكومة) اقل ضررا لهم، ويبدو ان التفكير ينصرف بهذا الاتجاه إذا ما قرأنا جيدا النيات الحقيقية من وراء التصريحات والتهديدات التي يجري اطلاقها بكثافة هذه الايام، والتي تستهدف (من بين اهداف اخرى) تحسين الشروط والمواقع والامتيازات.
كما يعرف الجميع ان حكومة تصريف الاعمال غير مؤهلة دستوريا للقيام بتدابير انسحاب القوات الامريكية في نهاية العام الجاري، بل ان هذا الانسحاب سيتعذر في ظل تعويم السلطة التشريعية وفقدانها شرعية اتخاذ قرار سيادي بهذا الوزن، ويخشى الكثير من الفرقاء النافذين في العملية السياسية من ان يلعب المالكي في منطقة الفراغ التي تتاح له في حكومة تصريف الاعمال خارج الانضباط.
وبين الانضباط والتحلل منطقة حساسة ينبغي ان نمعن فيها النظر دائما.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"لا يكفي ان تكون في النور لكي ترى، بل ينبغي ان يكون في النور ما تراه
"
                                                                                    الحكيم


جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

free web counter