| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأحد 29/5/ 2011

 

اعتقال المحتجين..
ومنهج خلط الاوراق

عبد المنعم الاعسم 

انباء اعتقال اربعة (ثم احد عشر) من شباب حركة الاحتجاج السلمي في بغداد افزعت انصار الحرية والاصلاح وقيم الديمقراطية في العراق مرتين، مرة لانها تأتي في وقت يشرف تعهد رئيس الوزراء باصلاحات حقيقية في مجال الخدمات وفرص العمل ومكافحة الفساد في غضون مائة يوم على الانتهاء من دون مؤشرات على نجاح التعهد وفي محاولة لتصريف الفشل في اجواء من القمع والردع والقصاص، ومرة اخرى، في ما ذُكر عن طريقة الاعتقال التي تمت بما يشبه الاختطاف السياسي المحرّم وفق الدستور واعلان حقوق الانسان حيث لم يتم هذا الاعتقال من خلال اجراءات العدالة والقانون وبحسب مذكرة اعتقال قضائية.
والاخطر، ان الجهات المعنية مباشرة بهذا الانتهاك امتنعت (حتى صباح الاحد) عن كشف مصير المعتقلين ومكان اعتقالهم والاتصال بهم والتهم الموجهة لهم، وعلمتُ ان محامين اخفقوا طوال يومي الجمعة والسبت في الحصول على معلومات مطمئنة على مصير المعتقلين، في حين اتسعت دائرة القلق لتشمل منظمات وهيئات عراقية وعالمية بعد ان اصرت الجهات الامنية على التعتيم على مصائر الشبان المسالمين.
الشباب الاربعة مؤيد فيصل الطيب، احمد علاء البغدادي، جهاد جليل وعلي عبد الخالق الجاف نعرفهم، نحن الاعلاميين الذين نتابع حركة الاحتجاج السلمية، صباح كل يوم جمعة جذوة من النشاط الوطني والانضباط والتزام شعارات الاصلاح والغيرة على الوطن والعملية السياسية، جنب انهم مناهضون للعنف والارهاب، وكان من الافتراض ان تكون هذه الصفات موضع اعتزاز الحكومة التي تقول انها تريد بناء دولة القانون والحريات والعدالة، بل ان من الافتراض ان تضع الحكومة اوسمة على صدور هؤلاء الشبان لا ان تضع القيد في ايديهم وتلقي بهم في غياهب المعتقلات وتتنكر لهم، وتنكر وجودهم في معتقلاتها.
والشئ اللافت، المثير للاستغراب، ان الخطاب الامني الرسمي يحاول حشر حركة الاحتجاجات السلمية المشروعة في شبهة اخرى مرفوضة تماما تتعلق بالاعمال الارهابية الاجرامية، وكأنها تربط (او توقـّت)بين حملتها على اوكار الجريمة ومرتكبي اغتيالات كواتم الصوت وبين التعديات التي طالت محتجي ساحة التحرير، واستتباعا، فانها تزحلق الموضوع كله في ملف الازمة السياسية وقضية الحقائب الامنية، الامر الذي يُعدّ خلطا غريبا للاوراق ما يقلل من مصداقية كل ما قيل عن نهج فرض القانون في البلاد.
بوجيز الكلام، انها سياسة قديمة كتب عليها الفشل الذريع، إذ كانت البلاد ترسف في ظلام الخوف، وتغطّ في علبة من الاستبداد والقمع ومصادرة الحريات، وقد تجاوزها الوعي العام، وعبرها المشهد السياسي الى اعلام مفتوح لم يسمح بتبرير هذا الخلط ولم يسكت على اعتقال شبان وطنيين كانوا يتظاهرون سلميا ضد البطالة والفساد وتردي الخدمات.
اطلقوا سراحهم، وكفّوا عن هذه اللعبة البالية.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"لا ينبغي ان نفخر بان لنا رأس.. فللدبوس كذلك
"
                                                     جوناثان سويفت

 

 

free web counter