| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              السبت 29/12/ 2012

 

ما الذي يحدث؟

عبد المنعم الاعسم 

ما نستمع اليه من توصيفات للأزمة السياسية الجديدة (حمايات العيساوي) على لسان اطرافها، لا تعدو عن انصاف حقائق وإن اَجمَعتْ، اذا ما اعدنا تركيبها على نحو موضوعي، على اسباب تتعلق بعلل ادارة الدولة واللجوء الى الشجن الطائفي وعيب المحاصصة والاستفراد بالقرار والتعدي على استقلال القضاء ودعم الارهاب.
بين ايدينا بيان اطلقه مكتب رئيس الوزراء بصدد اعتقال حمايات وزير المالية وخطاب القاه الوزير امام تظاهرة الفلوجة الغاضبة، يحاول كل منهما أن يبرئ نفسه مما تمر به البلاد من احتقان سياسي وطائفي، ويلقي بها على الاخر، ولا يخلوان (البيان والخطاب) من عبارات الوطنية والغيرة على مصالح البلاد ولحمة الشعب، وشتم الفتنة، والتزام الحوار واحترام القانون، كما لا يخلوان من لغة التهديد والوعيد ضد بعضهما ، والايحاء بلا جدوى الشراكة بينهما.
وبين البيان والخطاب بيانات وتصريحات عدة عاينت الازمة من زوايا مختلفة، فقد شدد الصدريون على مسؤولية رئيس الوزراء واتهامه بالدكتاتورية، وحذر التحالف الكردستاني من الفتنة الطائفية ودعا الى التخلي عن سياسات الاستفراد بالقرار السياسي، لكن بيانا للاكثرية الحاكمة (الائتلاف الوطني) كان الاكثر اضطرابا ومدعاة للتأمل، فقد مشى بجوار بيان رئيس الوزراء باثارة الشكوك في سلامة نيات معسكر العيساوي، وجدد تمسكه بالمالكي لكنه افترق عنه في جملة ناعمة لا تخلو من دلالة، وذلك بالدعوة الى “عدم التفرد في أي قرار يتعلق بإدارة الدولة العراقية والشؤون السيادية، انطلاقا من حماية المصالح الوطنية والعمل بمبدأ التوافق الوطني وتحكيم الدستور في حل الإشكاليات القائمة” وهي عبارة تُقرأ كنصيحة موجهة الى رئيس الوزراء بوجوب الادارة الجمعية التوافقية لشؤون الدولة الحساسة.
الحقيقة التي لا يمكن اخفاؤها في هذا السجال ان للازمة حساب في ملف الانتخابات الذي يطرق الابواب، وان الاطراف الفاعلة في المعسكرين تسعى الى اختطاف اصوات الجمهور من اتباع هذه الطائفة او تلك وتوظيفه في اللعبة البرلمانية حتى لو ادى ذلك الى تدمير ما تبقى من اركان الدولة ووحدة مواطنيها، فثمة تكتل يروج لطائفته ان فرصتها للحكم مهددة من الطائفة الاخرى وزعاماتها السياسية، وان عليها شحذ الالتفاف حوله والتصويت له والمراهنة عليه، فيما التكتل الثاني يجهّز للطائفة الاخرى شعورا بالمهانة وضياع السلطة والدولة من بين يديها، وان رأسها مطلوب وشريكها يتمدد خارج ساحته، والحل بتوحيد الصف حول المشروع السياسي الاعتراضي للتكتل.
المنطق يقول انه من نقطة التماس بين المشروعين تندلع شرارة الفتنة والمواجهة والحرب، لكن ليس كل الاشياء تمضي في انبوب المنطق، فثمة الى جانب ذلك ما يسميه علم السياسية حساب الربح والخسارة.. فالمواجهة تعني الكارثة، والكارثة، كما نعرف ويعرف الطرفان ايضا، عمياء لا تعرف، حين تحلّ، مَن كان على حق، ومَن كان على باطل.. وبين الحق والباطل شعرة واحدة واكاذيب كثيرة.
***
"من لم يحمدك على حسن النية لم يشكرك على جميل الفعل"
                                                                       المأمون


جريدة(الاتحاد) بغداد


 

free web counter