| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأحد 28/10/ 2007



ايران.. برميل الشرق الايل للانفجار

عبدالمنعم الاعسم

بالاضافة الى برميل البارود الشمالي التركي الذي تجري محاولات نزع فتيله بخليط من التحذيرات والتهديدات والمناشدات، فان ثمة حركة محمومة تجري نحو تجهيز برميل آخر من شرق العراق الايراني، اكثر خطورة، لينضم الى تلك اللوحة المخيفة عن بلاد تحيطها براميل البارود من كل جانب اذا ما اعدنا الى الذاكرة شكاوى دول مجاورة اخرى من ارتداد العنف عليها من العراق وتهديدات بعضها بتحضير براميلها وخنادقها في سباق مع انفجار اللغم العراقي الذي سيجر المنطقة الى جحيمه، ويفجر براميلها التي نراها اوالتي تحت البساط.

يتحدث الاستراتيجيون والمحللون في كل مكان عن ان الضربة العسكرية الامريكية لايران خرجت من اطار المناقشات في الدائرة الضيقة لادارة الرئيس بوش الى حيز التجهيز في خطوات متصاعدة في كل يوم، تقابلها استعدادات على الارض في الجانب الايراني كما لو ان الحرب مقبلة في جميع الاحوال، وقد يشار هنا الى قرار واشنطن الاخير بمعاقبة جيش القدس، الذراع الخارجي لتصدير الثورة الايرانية، وحظر التعامل مع عناوينه التي تمتد عموديا الى مركز القرار السياسي الايراني، كما يشار الى جملة من المؤشرات على سطح الاحداث والتوقعات، من كواليس اوبك التي تعد دالة لا تخطئ الى حجم الاخطار التي تحيط سوق النفط، إذ ستنهار حواجز الاسعار(وقل يترتفع على نحو جنوني) بشطب مليوني ونصف برميل يوميا هي حجم الانتاج الايراني) حتى ازمة الصواريخ الروسية ذات الصلة بمسرح الصراع الايراني الامريكي.

التهديدات الايرانية بضرب القواعد الامريكية في العراق، هي الفصل الاكثر درامية بالنسبة للشعب العراقي ومصيره على الخارطة، إذ يدفع، للمرة العاشرة، بعد حروب صدام حسين وحروب التحجيم والحصار والتدخل والعمليات القيصرية، ثمن حماقات وصراعات وتصفيات حساب، ويستخدم الان بكل ملايينه كساتر ترابي، او رهينة، او ورقة مساومة لا تعادل وزنها البشري والجغرافي في حسابات اصحاب اللعبة. لننظر الى ان التهديدات الايرانية خصت العراق وحده بالانتقام من الامريكان فيما الضربة الامريكية ستنطلق ايضا، كما يؤكد جميع الاستراتيجيين، من انجيرلك التركية والسيلية القطرية، والسؤال هو لماذا ينبغي على العراقيين ان يكونوا كبش فداء لصراع المصالح الدولية والاقليمية.

منذ فترة طرحت هذا السؤال على مسؤول روسي له موقع في الشرق الاوسط، فرد عليَ قائلا:' الحق عليكم، فقد جئتم بالامريكان، ثم جئتم بالايرانيين الى بلادكم، وعليكم تدبر النتائج' وقبل ان اعرض عليه كيف ان العراقيين ابرياء من هذا الظن وانهم مغلوبون على امرهم في جميع الاحوال، اظهر قصاصة من صحيفة الفيغارو الفرنسية وقرا علي تقريرا عسكريا امريكيا من تلك التقارير التي ترد على بعضها في الصحافة الامريكية.

اقول، الشرق الايل للانفجار، بالتحضيرات والتهديدات، ليس لعبة اعلامية، ولا هو عض اصابع ، او محاولات جس نبض بين اعداء.. انه، بالنسبة للعراق، الفصل الثاني من معركة الوجود على الخارطة.
ــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــ
'
يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً، المشكلة هي اننا، احيانا، نكتشف حقيقته بعد فوات الاوان؟ '.
                                                                                       
 تولستوي

جريدة(الاتحاد) بغداد




 

Counters