| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 27/10/ 2010

 

ويكيليكس.. خطوط متشابكة

عبد المنعم الاعسم 

بصرف النظر عن هوية الفرد او الجماعة، وعن علاقتهما بالحدث او موقعهما منه، وسواء كان الفرد او الجماعة في موضع الشبهة او موضع الظن او موضع التورط الاكيد في الجريمة، فان القتل والترويع وايقاع الاهانة والايذاء الجسدي عليهما امر ترفضه الشرائع والمواثيق، وينبغي ادانته ومعاقبة الجهات التي مارسته ونبذها بكل السبل.
وبصرف النظر عن كل ما قيل بصدد وثائق ويكيليكس وتوقيت الاعلان عنها والجهات التي تنتفع منها او التي تضررت منها، فان الحقيقة تؤشر الى جهات امريكية وحكومية ومجاورة تعدت على حقوق الانسان وضوابط التحقيق المهنية والمعاهدات الدولية واستخدمت اساليب محرمة ضد مدنيين ابرياء ومعتقلين لم يُدانوا ومدانين نالوا عقابهم بالسجن ما يدخل تحت موصوف الممنوع والمحرم والجناية ويلزم انزال القصاص بمرتكبيه، وحتى باولئك الذين يبررون ارتكاب مثل هذه المخالفات المنافية للاخلاق والعدالة.
وطوال سنوات التغيير، منذ العام 2003 ثمة الالاف من الضحايا الذين سقطوا خلال الملاحقات والمداهمات كانوا ابرياء، وكان معروفا بان الكثير من وقائع هذه الاعمال تمت في نطاق اعمال انتقامية وبعضها لشفاء الغليل وبعضها الاخر لدواعي طائفية ولم يكن لتبريرها جميعا ما يقال بان المفارز الامنية كانت تسعى الى فرض الامن والقانون ولجم قوى الارهاب والجريمة، فان القوانين لاتبرر بأي حال وتحت اية ذريعة استخدام القوة المفرطة العمياء ولا مصادرة الحريات والحقوق المدنية للسكان.
على ان حمية تبرير الانتهاكات المشار لها في وثائق ويكيليكس والطعن في توقيتها وتبييض ايادي الجلادين واسياد الاعمال الانتقامية والتمدد المليشوي عبر الحدود لاتختلف (من وجه آخر) عن حمية الدفاع عن الارهاب والتفجيرات الانتحارية الاجرامية ومحاولات تبييض صفحات عصابات العنف والتطرف والتجييش بمجرد الكشف عن مخالفات وانتهاكات ارتكبها الخصوم السياسيين او محسوبون عليهم، كما لاتختلف محاولات التخفيف من شأن وثائق ويكيليكس عن حملة توظيف الملف في سياق التنافس على السلطة والتحشيد على بوابة منصب رئيس الوزراء وتبرئة النفس من اية مسؤولية عما حدث من انتهاكات. ان القضية بوصفها قضية عدالة، ينبغي ان تبقى خارج السباقات والصراعات السياسية المحمومة.
في خلال هذه الحمية المزدوجة برز صوتان، من جهة صوت ينكر او يغطي انتهاكات حقوق الانسان وينفي التدخل الاقليمي لاذكاء العنف في العراق، ومن جهة اخرى، صوت يبرر اعمال الارهاب والجريمة المستوردة ويضفي على ابطال التفجيرات والمذابح ضد المدنيين الامنين صفات البراءة.
المشكلة، ان التداعيات العراقية لوثائق ويكيليكس تكشف مرة اخرى عن الانانية السياسية لدى فئات نافذة إذ تبرئ نفسها مما يحدث وتختزل عذابات الملايين الى شعارات.. ودموع مغشوشة.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
من سرق ما لا يحتاج اليه، فقد ما يحتاجه"
                                          حكمة ايرلندية



جريدة(الاتحاد) بغداد

 

free web counter