| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

السبت 26/5/ 2007

 




تعلموا من جنبلاط


عبدالمنعم الاعسم

الزعيم السياسي اللبناني وليد جنبلاط، قد نختلف معه في بعض مواقفه وملاحظاته السياسية، لكننا ينبغي ان نسجل انه في كل مرة يعبر فيها عن افكاره يظهر منسجما مع نفسه وجمهوره، ولا يخدعهما او يداهن خصمهما، ومن هذه الزاوية يبدو للبعض انه متقلّب المواقف فيما يعتقد الكثيرون انه صادق، اخلاقي، جارح قدر ما تكون الحقيقة نفسها جارحة. ومنذ يومين عرف جنبلاط كيف يعطي لفضائية (الجزيرة) درسا ثقيلا في ما ينبغي ان تكون عليه الرسالة الاعلامية، وكشف، بدقيقتين فقط، للعالم ولملايين المشاهدين، ان هذه المحطة تستخدم خرقة المهنية مثلما يستخدم رجال العصابات قفازات مخادعة لا تترك اثرا للجريمة، إذ دعا مقدم البرنامج المغربي عبد الصمد ناصر من استوديو الفضائية الى ترجمة الحيادية الاعلامية المزعومة الى الواقع بالتحقيق في شبهات تتعلق بالتفجيرات الاخيرة، وفي مشتبهين محددين تتداولهم المحافل في كل مكان، وتساءل عن معنى هذا التهرب من ملف الاجرام إن لم يكن تواطؤا مع الجريمة، واتهم المحطة بالتحيز الى فريق واحد من المتصارعين في لبنان، بل انه - وهذا هو المهم - اسقط تلك الستارة الوهمية بين امارة قطر وقناة الجزيرة، وتساءل، كما نتساءل جميعا، ما اذا كانت الفضائية تابعة للامارة، ام ان الامارة لا تعدو ان تكون احدى الاقسام الادارية لهذه الفضائية.
ثمة في الدقيقتين معركة بين التلفيق الذي يتقنع بالحرفية، والمهارة في تشريح جثة التواطؤ المخزي، بحرفية ايضاً، وتسليط الضوء ببسالة نحو مواضع الكذب، ثم التحدي من موقع المهنة نفسها: إن كنتم صادقين فهذا هو المتهم وهذا هو الواقع.. انكم تتهربون منها تحيّزا، وتركزون على غيرها تواطؤاً.. ان على حكومتك -والكلام لجنبلاط - ان تدعم السلطة الشرعية في لبنان.. وهكذا اوقع جنبلاط مقدّم البرنامج في ارباك : انا حكومتي هي المغرب.. شكرا جزيلا .. نهاية
لقد خسرت الجزيرة معركتها مع جنبلاط.. معركة الدقيقتين التي ستبقى، ربما، عنوانا لمعركة بين مشروعين، التزوير والاحتجاج، لكن المعركة ستبقى مفتوحة لمعارك اخرى يمكن ان يدخلها آخرون قد يتعلمون من جنبلاط، وبالاخص اولئك السياسيين والاعلاميين(ولا يعنيني المهرجين) العراقيين الذين تستضيفهم المحطة في ستوديوهاتها بالدوحة او تُدخلهم المحطة على الهواء في حواراتها فيتحولون الى مشتبهين اذلاء ولاهثين ومطلوبين للعدالة، يستجدون من مذيعي الجزيرة الرحمة والعدل والحياد، بدل ان يكونوا محققين واصحاب حق، ليخاطبوا المحطة- الامارة بصريح الكلام: لقد خوضتم في دمائنا. ووضعتم انفسكم في خدمة الجريمة والعنف والضلال والطائفية والمشروع الارهابي العالمي. لم تكونوا حياديين بين اطراف الازمة. كنتم جزءا من الازمة. لم تكونوا جهة اعلامية تحقق بمهنية.. كنتم جهة اعلامية تلفق بمهنية عالية. انكم –كما قال جنبلاط- تشتركون في الجريمة.. وينبغي ان تلاحقكم الشرطة الدولية، بوصفكم مهربين او رجال مافيات او ارهابيين بامتياز.
فهل يتعلمون من جنبلاط هذا الدرس.
ـــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــ

" أن الدهر ذو صروف ، فلا تكونن ممن تشتد لائمته " .
                                                                علي بن ابي طالب