| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأحد 26/8/ 2007

 




السفراء .. واشارات مام جلال

عبدالمنعم الاعسم

فهمتُ من كلمة الرئيس جلال طالباني، الغاضبة والانتقادية، في مؤتمر السفراء العراقيين الذي عقد في بغداد ان ثمة حاجة ماسة للنهوض باداء ومضامين العمل الدبلوماسي العراقي، وربما قرأت لوما ما في ثنايا حديث مام جلال موجها الى البعثات العراقية في الخارج، وقد ازيد على ذلك اللوم القول، من موقع المتابع عن كثب، بان عددا كبيرا من رؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية، لم يكونوا سفراء بالمعنى التفصيلي لهذه الوظيفة الخطيرة، ولم يملؤوا مناصبهم بالهيبة والمسؤولية، ولم يكن للكثير منهم وجود، ولا ظلال، في حملة الدفاع عن العراق وشعبه ومصالحه وعلاقاته مع الدول.

وطبعا، يحق لنا ان نتشكى من المواقف السلبية لدول عربية واجنبية عديدة، وان نضع خطوطا حمراء تحت بعض التصرفات الشائنة والمعادية من دول مجاورة واخرى نتعايش معها بكفالة الشراكة الاقليمية، غير اننا لا ينبغي ان نتغافل عن حقيقة موازية هي ان ضعف واضطراب عمل البعثات الدبلوماسية وانعدام كفاءة بعض سفرائها قد فوّت علينا امكانية التقليل من اضرار تلك المواقف، إذ كان بامكان الجسم الدبلوماسي ان يقدم خدمة كبيرة للعراق الجديد، وان يحصر المشاكل التي عانتها البلاد مع الدول الاخرى في اضيق الحدود، وان يساعد الحكومة في اتخاذ خطوات مفيدة لتصويب التعامل مع الجيران والشركاء، لما فيه مصلحة العراق واستقراره.

من البديهي ان نستثني، هنا، عددا من السفراء والدبلوماسيين الذين حققوا نجاحات مرموقة في ساحاتهم، مما يشار له بالبنان، سواء في مجال العلاقة بالجاليات العراقية ام في العلاقة مع الحكومات والمؤسسات المختلفة، واليهم ينتسب ايضا موظفون ومخططون كبار في وزارة الخارجية، فيما تضم حافظة المتابعة عددا من اسماء السفراء والديبلوماسيين والموظفين الذين اساءوا الى العراق وحوّلوا ابنية البعثات الدبلوماسية الى تكيات وكواليس للصفقات الفئوية او الخاصة، وبينهم عدد ليس قليلا ممن حامت حوله شبهات الولاء للنظام السابق وخيانة الوظيفة والقسم الوطني، وغير اولئك وهؤلاء ثمة الكثير ممن لا يحمل كفاءة اكثر من منظم بعثات حج او ادارة موكب عزاء او كفاءة تملق ومزاحمة.

اقول، لا ينبغي ان نتشكى من مواقف الاخرين، ولا ان نلقي عليهم عجزنا، فيما نحن دون كفاءة التصدي لمسؤولية الدفاع عن مصالحنا، ومن يعيد قراءة كلمة مام جلال الى السفراء سيجد المدخل الى اولويات حل هذه المعادلة بقوله "يجب ان تلعبوا دورا فعالا في المجال السياسي والاعلامي وان تبينوا الانجازات التي تحققت في العراق" ثم.. ''يجب ان يكون دوركم كمقاتلين تدافعون عن العراق الجديد". وهي اشارات غير خافية الى حملة التجييش على العراق ومحاولات خنقه وابقائه على دوامة التخبط والعنف والمجهول.

من وجهة النظر المحايدة يمكن الاستدلال الى الاسباب الذاتية لهذا الخلل، او الى السبب الرئيس ذي الصلة بقاعدة المحاصصة البغيضة التي وزعت كل بعثة دبلوماسية الى جزر من الولاءات الطائفية والفئوية، مما لا مثيل له في الدول الاخرى، ولا مفر من اعادة النظر فيه.. ولا بديل عن الامل.
ـــــــــــــــــــ
وكلام مفيد:
ـــــــــــــــــــ

" ان التقليد عصا العميان".
                                 ابن رشد