| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 26/4/ 2007

 


الى اين نتجه؟


عبدالمنعم الاعسم

اذا صدّقنا القول بان وضع العراق يتجه الى التطبيع فاننا سنكون ساذجين، اما اذا صدّقنا اولئك الذين يقولون بان هذا الوضع مرتد الى الخلف ليقع بيد حلفاء السلاح من القاعدة والبعث فاننا سنكون اكثر سذاجة، فاذا لم يتقدم المشهد العراقي نحو التطبيع ولم ينكفئ الى المشروع الارهابي، فما مصيره في نهاية المطاف؟
في بغداد، يقول السياسيون ان الامر بحاجة الى وقت طويل حتى تنكسر بعض حلقات التوازن التي تحكم روزنامة الاحداث، وبخاصة تلك الحلقات ذات العلاقة بالتجاذب بين الولايات المتحدة من جهة وكل من ايران وسوريا من جهة اخرى، وثمة بين اولئك السياسيين، من الاكثرية البرلمانية حصرا، يأملون ان ينتهي هذا التجاذب الى شكل من اشكال الاتفاق، وقل الصفقة، بين الجانبين لكي ينعم العراقيون بعدها بالامن والاستقرار والاستقلال، ولم يعد احد من هذه الاكثرية من ينكر تاثير الدولتين الجارتين على امن واستقرار العراق، لكن المفارقة تتمثل في انهم لا يحبذون ان يحل اليوم الذي تنسحب فيه القوات متعددة الجنسية من العراق بخلاف الدولتين الجارتين اللتين تنتظران ذلك اليوم بفارغ الصبر.
لكن ساسة اخرين، من التوافق، إذ يتخوفون من انسحاب القوات الاجنبية في الوقت الحاضر، فانهم ينظرون بعين الريبة الى اي تقارب بين الولايات المتحدة وجارتي العراق، ايران وسوريا، ويعتقد بعضهم بان هذا التقارب سيمر من على جثتهم ويدفع بهم الى هامش العملية السياسية، ويقول قيادي في هذا المعسكر: لقد تلقينا تطمينات من واشنطن باننا لن نكون ضحية صفقة، لكننا غير مطمئنين تماما، اننا لا نزال شركاء في هذا القارب الذي تتقاذفه الامواج، ولا مفر لنا من المضي قدما الى الشواطئ التي لا تلوح لنا حتى الان.
"الى اين نتجه؟" قذفنا بهذا السؤال الى استاذ في كلية العلوم السياسية في بغداد، فقال: تعال نبتعد عن الجواب قليلا.. ان الازمة تضرب جميع القوى المتشابكة في العراق. الكيانات السياسية تتفتت وتزداد تناحرا. الحكومة تتبعثر. ادارة بوش بلا غطاء دستوري. القوى المسلحة تتشظى وتلجأ الى ابادة المدنيين. دول الجوار لا تعرف ما تريد. اعتقد اننا، في ظل هذا الوضع، نحتاج الى ثلاث سنوات من الصراع والاضطراب لكي نعرف الى اين نتجه.
زميل له ايده ثم افاد القول: خلال هذه السنوات الثلاث ستتكون قوة شعبية غير طائفية.. انها بدأت تنمو منذ الان، وتظهر في امثلة كثيرة. ان المحن الامنية والمعيشية التي يمر بها المواطن جعلته يختبر مصداقية السياسات والسياسيين، وجاءت الفتنة الطائفية لتكشف له حقائق ما وراء الشعارات، وهذا ليس سوى وجه واحد من المعادلة السياسية، فان الكثير من الجهات لم تكشف اوراقها بعد، فيما تكونت بطانات سياسية متنفذة لها مصلحة في استمرار الحال، والحيلولة دون تطبيع الاوضاع ونجاح الخطط الامنية.
نسيت ان اذكر انه عندما تسأل في بغداد احد السياسيين: الى اين نتجه؟ لا يجيبك قبل ان يعرف من انت، ومن الذي اوحى لك بالسؤال، ما يؤكد صحة العبارة التي اطلقها الممثل السابق للجامعة العربية في بغداد مختار لماني بالقول:ان السياسيين العراقيين يسألون عمن طرح الفكرة، ليتخذوا بعد ذلك موقفا منها.
 
ــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــ
"مالا ينبغي أن تفعله حاذر ان تخطره ببالك"
فيثاغورس
جريدة(الاتحاد) بغداد