| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأثنين  25 / 8 / 2014


 

قطر. المانيا.. وداعش

عبد المنعم الاعسم  

في البداية كانت عبارة من خمس كلمات للوزير الالماني جيرد مولر من على شاشة التلفزيون الالماني سرعان ما أثارت عاصفة من الدخان في بيت المستشارة انجيلا ميركل وجاء الرد اسرع مما كان يتوقعه احد، ولم يكن مثل هذا الرد وحماسته قد حدث سابقا في برلين تحت قيادة المحافظين حتى في أزمة العلاقة مع واشنطن عندما كشف مسؤول الماني كبير عن وجود جاسوس أميركي داخل وزارة الدفاع حيث اعترف بتسليمه وثائق تتعلق "بالأمن وحماية البيانات الشخصية" الى وسيط امريكي، فاكتفت المستشارة بتطييب الخواطر وردود الافعال بكلمات عن بلدين حليفين يمكن ان يختلفا.

لقد سؤل الوزير الالماني من قبل محاوره التلفزيوني عن التمرد المسلح في العراق و"لغز" التمويل الاسطوري الذي يتلقاه، فرد قائلا: "إنني أفكر في دولة قطر" وهنا اندلعت اعمدة الدخان وقامت القيامة على ميركل ووزيرها وحكومتها (كيف يمكن لوزير الماني ان يفكر، مجرد التفكير، بالاشتباه في علاقة قطر بالارهاب؟) وبرز على الفور "لوبي" قطري في اروقة السياسة والمال والصحافة الالمانية والاوربية الامر الذي دفع المستشارة الى الاعتذار من الدوحة وتوبيخ الوزير، مع ان التحليلات الاخبارية المهنية اعتبرت تصريح الوزير مولر خال من الاتهام المباشر للدولة القطرية.

بل ان وزيرا المانيا آخر هو وزير المالية الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابريال اطلق حيرة مدوية على الرأي العام بقوله "أن الأسرة الدولية أمام جدل حول الجهة التي تقوم الآن، وقامت في الماضي، بتأمين الوسائل المالية لتسليح الدولة الإسلامية فلا يمكن أن يتم ذلك بدون أموال" وكان واضحا، كما يقول معلق في صحيفة "بيلد" الالمانية بان اسم قطر كمشتبه في دعمه لداعش على كل لسان، وطبعا، لم يقل المعلق ان ثمة رادع غير معروف يمنع المسؤولين الغربيين من اتهام قطر بالاسم، قبل الوزير مولر.

الفصل الاخر من هذه المفارقات يمكن ان نطالعه في البيان الذي اطلقه وزير الخارجية القطري خالد العطية ونشر على نطاق واسع في الصحافة واقنية التلفزيون البريطانية وروجت له وكالات دولية نافذة، وأدخل البيان في خدمة التعليقات بالاتجاه الذي يبرئ قطر من ظنة الاتهام بدعم عصابات داعش ومن كونها راعية هذا التنظيم منذ كان صغيرا ومنبوذا في قرية على الحدود السورية التركية، ومما له مغزى، ان يُفرش بيان العطية على اوسع مديات الاعلام في بريطانيا وامريكا فيما احتل حيزا صغيرا وهامشيا في اعلام دولة قطر ويكاد لايُرى بالعين المجردة، ونفس الشيء حدث بالنسبة للصحافة والفضائيات العربية الممولة من الدوحة، او التي تتطلع الى صدقات الدوحة، او التي تخاف الدوحة وتتكفى شرها.

بيان الوزير العطية عن براءة قطر من التعامل مع الارهاب عبارة عن نص مسرحي كوميدي يبدأ من القول " ان رؤية الجماعات المتطرفة لا تتفق مع رؤية قطر لشؤون المنطقة" فيما الجمهور يعرف دور قطر وعلاقتها بالجماعات التكفيرية في ليبيا ومصر والصومال وسوريا والجزائر واخيرا العراق، وثمة في الكذب ما يُضحك حتى تدع العيون.. وفيه بعض صلافة.

"اذا كنت لا تستحي فافعل ما تشتهي"
                                          حكمة

                                                     

جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

free web counter