| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 25/8/ 2009

 

تفجيرات الاربعاء..
الفاعل الثالث

عبد المنعم الاعسم 

التحليلات الجنائية والسياسية والمنطقية، بالاضافة الى المعلومات، تجمع على علاقة جماعات القاعدة (من العراقيين والمتسللين) والفلول المسلحة لحزب النظام الحاكم سابقا بتفجيرات الاربعاء الدامية، وسلسلة التفجيرات التي سبقتها وتبعتها مما تركزت على القتل المتعمد والعشوائي للمدنيين في البُعد الطائفي، لاثارة الفتنة والاقتتال، وعلى ضرب حلقات تمس الاستقرار والحياة العامة في البعد الامني لارباك خطط فرض القانون المرتبكة اصلا.

ولا يحتاج "اتهام" الجماعتين المسلحتين الارهابيتين بارتكاب الجريمة المروعة الكثير من البيّنات الجرمية والسياسية،إلا بالنسبة للاعبين في ساحة تصفيات الحساب والمشاحنة مع الحكومة ورئاستها، لاطلاق سلسلة من التأويلات التي من شانها تخفيف مسؤولية قوى الارهاب والجريمة المنظمة عما حدث.

وكان سينفع الحقيقة (واستتباب الامن) كثيرا، وسيخفف من الاثار الكارثية للفعل الاجرامي لو ان الطبقة السياسية النافذة في العراق وادواتها وخطابها التزمت الحد الادنى من فروض الانضباط الاعلامي والسياسي، بعيدا عن البحث تحت الانقاض والجثث عن مكاسب فئوية.

وطبعا، كان سينفع اكثر، وسيخفف من الاحباط الشعبي والاحتقان السياسي لو ان الخطاب الامني الرسمي كان متماسكا، في الحدود الدنيا، وراء الصراحة والمراجعة، وحكيما ومهنيا في تقديم المعلومات المقنعة للاعلام والجمهور، بعيدا عن لغة الاقتدار العنترية، وانصاف الحقائق العمومية، ومحاولات التقاذف بالمسؤولية بين مكونات هذا الخطاب.

وإذ توالت مؤشرات ثابتة ازاء مسؤولية القاعدة والبعث المسلح عن تفجيرات الاربعاء، فان ثمة مؤشرات غير قليلة تؤكد "تورط" طرف ثالث من داخل المكوّن الامني، او قريب منه، كان قد قدم تسهيلات ارضية وحركية، ضمنت للمنفذين الوصول الى خاصرة المعادلة الامنية عبر اقنية وحراسات وسيطرات ومنظومات معقدة، وينبغي ان لا يُضم اولئك الموظفين الامنيين، المهملين والفاسدين وفاقدي الحساسية الوطنية، الى صف المتورطين المباشرين ممن نعنيهم بـ"الفاعل الثالث" وان كان الفصل بين اولئك وهؤلاء، وترسيم حدود المسؤوليات من اختصاص هيئات التحقيق، ثم القضاء.

ان الفاعل الثالث، في القراءة الاولى، ليس بالضرورة ان يكون فردا جرى شراء ضميره وتجنيده في حلقة من حلقات الجريمة، بل (وهذا المهم) لا يستبعد ان يكون خلية سياسية مسلحة من افرازات الصراع الطائفي ومرحلة التجييش، وتتمتع بهامش من الحركة والتسهيلات والاندساس، وهو الامر الذي تابعناه في سلسلة من الانشطة المسلحة المتقنة والهجمات الاحترافية واعمال الاغتيال والاختطاف المنظمة والتي تركت اسئلة وفرضيات اكثر مما تركته من بصمات تشي بالفاعل الحقيقي.

والفاعل الثالث الذي يقف وراء تفجيرات الاربعاء، اخطر الجناة، واكثرهم استعصاء على الكشف بالرغم من ان التصريحات والتلميحات الرسمية تشير اليه بين سطر وآخر حين تتحدث عن الخطوط التي تعاونت مع الارهابيين لتنفيذ جريمتهم، حتى ذهب البعض من تلك التصريحات الى القول بانه لم يكن لعصابات القاعدة وفلول النظام السابق المسلحة ان تنفذ عملية اختراقية بهذا الحجم لولا مساعدة تلقتها من آخرين.. ولم يكن ذلك-طبعا- بمثابة زلة لسان.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
النجاح معلم سئ.. احيانا "
                         بيل جيتس



جريدة (الاتحاد) بغداد - الثلاثاء



 

free web counter