| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 25 /1/ 2007

 

 

وصفة جنون..عراقية


عبدالمنعم الاعسم

تعالوا نسأل انفسنا: مَنْ جاء بمنْ؟ او مَن الذي اوصلنا الى هذه الدوامة؟.
سؤال مهم، وببساطة يمكن للبعض الاجابة عنه بالقول، ان حماقات صدام حسين وحروبه جاءت بالاحتلال الى العراق، وان حماقات واخطاء المحتلين جاءت بالارهاب من كل مكان في العالم ، وان جرائم الارهاب جاءت بالطائفية والمليشيات، وان خطايا الطائفية والمليشيات جاءت بالفلتان الامني، وان الفلتان الامني جاء بتدخل الدول المجاورة.. وهكذا دخلنا دوامات الموت من اوسع ابوابها.. فلا باب ولا بوّاب.
وقد يقول فريق آخر: ماذا يفيدنا هذا البحث المضني في " مَنْ جاء بمن؟" المهم هو البحث في ما ينقذنا من هذه الدوامة الكارثية، لأن هذا البحث-كما يقول هذا الفريق- يزيد الانشقاق ويضاعف الضغينة ويستنزف الوقت ويطيل من امد الدوامة، ولا ينفع في خروجنا الى شاطئ الامن وفضاء الامان.
وقد يردّ فريق ثالث بالقول: وكيف نخرج من الدوامة إذا لم نعرف مَن اوصلنا اليها؟ بل ما هي ضمانة الخروج من الدوامة اذا لم نحدد الجهات التي تسببت فيها ونسعى الى عزلها؟ ويضيفون: كيف نمضي الى التسوية مع اولئك الذين يتآمرون عليها، وهل يصح ان نركب في قارب يقوده من يخطط لقلبه في وسط النهر؟.
وقد يحاول فريق رابع خلط الاوراق فيقذف في وجوهنا سؤالا مدوياً على الوجه التالي: إذا كان صدام حسين جاء بكل هذا السلسلة من الخطايا والمصائب والجرائم، فمن جاء به هو نفسه الى الحكم؟ وعند هذا الفريق قصصا وروايات وتعليلات وملفات وغرائب تفيد في الاجابة عن السؤال، لكنها لا تفيد في اطفاء الحرائق التي تحيطنا، على اية حال.
غير ان للدوامة دورة اخرى تنطلق من السؤال التالي: مَن هو "العدو الرئيسي" الذي ينبغي توجيه السلاح له..العدو الذي يحول دون الاستقرار واعادة البناء ويمنع الحل والتوافق ويسمم اجواء الثقة؟.
البعض يرى ان العدو يتمثل في فلول النظام السابق التي تعمل من الخارج وتنتشر في الداخل، وان القضاء عليها ونزعها من المعادلة السياسية والاجتماعية والقانونية من شأنه ان يطفئ بؤر الاحتراب والعنف والتدخل وينهي مبررات الوجود العسكري الاجنبي، فيما يصر البعض الاخر على ان العدو الرئيس هو الوجود الاجنبي نفسه ما ينبغي مقاتلته بالسلاح واجلاؤه بالقوة، وحين ذاك ستعود المياه الى مجاريها وينصرف العراقيون الى حل مشاكلهم بانفسهم، ويذهب فريق ثالث الى ان الارهاب هو العدو الاول الذي ينبغي تحشيد جميع القوى لمواجهته، فان سد الثغرات التي يتسلل منها وتجفيف المصادر البشرية والاعلامية والمالية التي يتناسل منها سينقل الوضع السياسي الى ساحة التسوية والحل، لكن البعض الرابع يعتقد بان عدو العراقيين هو المليشيات الطائفية التي تهدد بحرب اهلية مفتوحة، فالقضاء عليها يعيد العراقيين الى عقولهم وتضامنهم بحيث لا يمكن لأحد قهرهم في نهاية الامر، غير ان ثمة منا من يعلن بان عدونا الرئيس هو تدخل دول الجوار التي تعمل على تدمير العراق حجرا فوق حجر، وعلينا ان ندحرها بالقوة والتهديد والاستعانة بالاجنبي، لان العراق لن يلتقط انفاسه ما دام هذا التدخل مستمرا.
في هذه الدوامة يبرز من بيننا متفائلون يراهنون على العقل في زمن وُضع فيه العقل جانبا، ويبرز متشائمون يراهنون على المعجزة في زمن وُضعت المعجزات في خبر كان.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تنزّه طرفي في بديع بنائها
                         ولم يتنزه في المراد بها فكري

                                                        الف ليلة وليلة