| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأحد 24/1/ 2010

 

مام جلال .. المحور

عبد المنعم الاعسم 

اعرف ان الطريق الى رضى الجميع وعرا، وربما مستحيلا، لكني اعرف انك جربت الوعورات والمستحيل، وبرغمها، اعدت الاعتبار لمكانة الرئيس الذي قد نختلف معه دون ان يكلفنا ذلك عمرا او وظيفة او ذرة من الاوكسجين، وصنعت مسافة من المعابر السالكة مع ملايين العراقيين، فيها الكثير من الرحمة والثقة والعتاب والاعجاب، وحتى سوء الفهم، وهي جميعا من لوازم المرحلة الشاقة التي نمرّ بها، وهي ايضا فرض من فروض الزعامة التي افتقدنا حق النظر اليها من معين الواقع زمنا طويلا، كابوسيا كان.
ولأول مرة، صار لنا رئيسٌ نلومه ونعارضه(ولا نمتدحه) من على الشاشات وفي الصحف والمحافل. يهاجمه سياسيون اليوم، برعوا في السعي لاغتيال بعضهم البعض، ثم يلتقونه غدا على ابتسامة وود، وربما ايضا على طرفةٍ صممها الرجل المضيف الذي برع في تصميم الاقدار، وعذرك دائما، مام جلال، ان الحياة لا توهب لتعرض للتنكيل والعبث.
العراق شدّة ورد، تعالوا نحافظ على الوانها، هكذا تذكّر الجميع.
اسمعُ دائما(وليسمع الجميع) انك لا تحب لغة المديح، وان بديلها، النقد والمناقشة والاعتراض، اقرب الى روحك، لكن ثمة في السياسة ما نسميه الانصاف والموضوعية، الخلفيتان الاخلاقيتان اللتان لا تلوثهما المصالح، إذ لايصح ان نستغل رحابة صدرك لحد ان ننكر هذا الدور المحوري الذي شاغلتَ به متناقضاتٍ متراكمة ومتناسلة ومنفلتة انقذفتْ الى الحلبة من كل جانب، وروّضتَ من خلال هذا الدور اراداتٍ متخاصمة ومغامرة وانانية.
وشئتَ دائما ان تسبق الجميع الى السؤال: ما البديل عن التوافق، او عن خيار القواسم المشتركة؟ وتسبقهم ايضا الى الجواب: انها الكارثة، ثم، لم تكن لتتأخر عن تقديم وصفة المصير المشترك لاصحاب المرحلة، وحاجة العودة الى العقل وفروض الشراكة.. وفي اكثر المرات يترك المتخاصمون ريبهم وحروبهم واخفاقاتهم بين يديك لتصنع منها سلام الحد الادنى، ورافعة العبور من فوق حريقٍ داهم.
عندما اختُرتَ لرئاسة الجمهورية، وضعوا لك مقاسات من خارج مشيئة المعايير، لكنك سرعان ما قمت بعملية نحت وبناء المنصب من نشارة الحديد والصبر والمراس، وقد اتعب ذلك قلبك وجسدك، ولم يضن الدور الذي تنهض به، حتى غدوت تأخذ هذا الدور الثقيل معك الى اسرة المشافي وغرف الانعاش ومباضع الاطباء، وصرتَ تتواكل على العصا لحمله، وعلى المستقبل الآمن للعراق للاستعفاء منه.
لك دَين، مام جلال، يبقى، في جميع الاحوال، حتى على هؤلاء الذين يغيرون على اسمك، ويتوعدونك، من وراء الشاشات الملونة .

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
وتعظم في عين الصغير صغارها    وتصغر في عين العظيم العظائم ". 
                                                                     
المتنبي


 

 

free web counter