| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 23 /2/ 2007

 

 

جملة مفيدة


عبدالمنعم الاعسم

الخطة الامنية ..
الطائفية اولا

الدرس الذي تعلّمه العالم من مكافحة الارهاب يتمثل في ضرورة التصدي له في نقاط قوته، وليس في ضعفها، ونقطة القوة لدى النشاط الارهابي المسلح في العراق هي الطائفية، إذ يتخفى تحت ستار الدفاع عن طائفة مسلمة، وطبعا، عن فقهها وهيئاتها ومساجدها وعلمائها، فيما يشتد ساعده في ظروف التخندق الطائفي وانتشار نزعة الانتقام والاستئصال والتمييز في اجراءات الحكومة او لدى جماعات متطرفة من الطائفة الثانية. ان الارهاب، هنا، ليس مجموعات مسلحة فقط، او جماعة من الانتحاريين التكفيريين، بل هو ايضا عمل سياسي وتعبوي خطير، بل انه عمل سياسي في المقام الاول، حتى في تلك الحالات التي يقتل فيها متطوعون انفسهم املا في دخول الجنة، والخلاصة ان الارهاب، كما يذهب الكثير من المنظرين له، يمكن وصفه اكثر مما يمكن تعريفه. ولدينا في العراق جنس لا يُعرّف ولا يوصف من الارهاب، فرط بشاعته ودمويته ولا اخلاقيته واساليبه المتوحشة.
/اقول، ان نقطة القوة في الاعمال الارهابية المسلحة في العراق هي الطائفية، وكان على مهندسي الخطة الامنية ان يضعوا في صدارة اجراءاتهم إغلاق منافذ الطائفية الموصولة بالاعلام والسياسة والدعوة والتجييش، فلا مبرر لوجود منابر اعلامية، مثلا، للطوائف، تقوم ليل نهار بترويج هواجس الخوف والحذر لدى الاتباع في خطاب مخاتل يتخفى وراء الحرص على الوطن والاخوة والاسلام والتسامح، ويدثر نفسه بشعارات سياسية تحض على التخندق والخوف.
/ومن جانبه لا يخفي المشروع الارهابي في العراق مراميه الاجرامية من الحديث عن الطائفة الثانية باعتبارها جهة "العدو" معبر عن ذلك في المجازر المروعة التي يرتكبها ضد اتباع هذه الطائفة من المدنيين الابرياء، فهو يكشف عن السلاح الذي يستخدمه والموقع الذي يتمركز فيه والسياسة التي يعتمدها مما يسهل لاصحاب الخطة الامنية، لو ارادوا، ان يحشدوا قواهم في ساحته، وقبل كل شئ، ان ينتزعوا هذا السلاح(الطائفية) من يديه، عبر اجراءات ملموسة وخطة تعبوئية وقائية وخطاب لا تطاله شبهة الطائفية.
/لا ريب ان الخطة الامنية حققت بعض النجاحات في زمن قصير، ولعل من اهم تلك النجاحات هي احتفاء الملايين من ابناء الشعب بها، ومراهنتهم على صمودها، واستعدادهم للتعاون معها، وكانت ستنجح اكثر لو انها حصنت نفسها ازاء عثرات تفصح عن نزعة طائفية، هنا وهناك، يمكن قراءتها في تصريحات فئوية ضيقة واضحة لاركان الحكومة وبعض الناطقين باسمها وفي اداء اعلامي طائفي محسوب على الاكثرية البرلمانية، كما يمكن رصده ايضا في تعقيبات طائفية انفعالية لمتحدثين عن كتلة التوافق، شكلت طرفا للمعادلة، ومبررا للشكوك في جدوى الخطة الامنية نحو كبح العنف والجريمة واستعادة الاستقرار وفرض القانون.
/ بكلمة، فان الخطة الامنية بحاجة الى ان تكافح الطائفية، أيا كان شكلها، بخطوات منهجية، وهو الطريق المختصر الى الحاق الهزيمة بالمشروع الارهابي.
ــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــ
" من الممكن، مبدئيا، ان نعيد دوما بناء المصير، كما يمكن ان ننتظره قبل وقوعه".
                                                                                                  هـ. كايزر لينغ