| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الخميس 23/2/ 2012

 

تضارب الاحصائيات..
فوضى المصادر

عبد المنعم الاعسم

كم عدد نفوس العراق 24 مليونا ام 26 مليونا أم 27,139585 ملونا؟
كم لدينا من الارامل مليون أرملة عراقية، ام مليونان و432 الفا؟.
أربعة ملايين طفل عراقي يتيم، أم مليونان و117 الف؟ .
800 الف مغيب عراقي في السجون ام 117 الفا فقط؟ .
أربعة ملايين ونصف مواطن مهجر خارج العراق، ام مليونان وبضعة الآف؟.
76 الف اصابة ايدز في العراق أم 14 آلف و200 اصابة، ام 850 اصابة فقط؟.
ثم، كم لدينا من المواطنين تحت خط الفقر 40 بالمائة من السكان ام 20 بالمائة أم 32,56 بالمائة؟.

اما مصادر هذه الاحصائيات فان العشرات من الجهات والمفردات والمراجع (الكثير منها غير معروف) تسابق وزارة التخطيط والانماء وهي الجهة الرسمية التي تأخذ على عاتقها اجراء وتصويب الاحصائيات والارقام الخاصة بالاحوال السكانية والاقتصادية والاجتماعية الى تزويد الاعلام والمواقع الالكترونية وحلقات البحث والمعاهد والندوات بالارقام والمعطيات، وحتى الوزارة فانها تعتمد في اخطر بياناتها الاحصائية عن عدد سكان العراق، مثلا، على ما تسميه بـ”الفرضيات الاحصائية” فيما تنسب بعض الاحصائيات الى جهات دولية مثل منظمة اليونسكو والامم المتحدة وصندوق النقد الدولي والعفو الدولية من غير توثيق اصولي، وثمة بعض المصادر مشكوك في علاقتها بالامر مثل هذه المعلومة المنشورة: هناك مليونان ونصف قتيل عراقي حسب إحصائيات وزارة الصحة العراقية والطب العدلي.

ثم، بالاضافة الى ذلك، نجد المئات من المعلومات والاحصائيات المثيرة التي تقرب من الفضائح الوطنية منسوبة الى جهات معروفة لا احد يعرف مدى صحتها وماذا ترتب عليها من اجراءات، مثلا، هناك 220 صحيفة تصدر في العراق و67 اذاعة محلية تمولها جهات اجنبية مخابراتية بحسب ما منسوب الى نقابة الصحفيين، أو ان هناك ثلاث حالات طلاق لكل أربع حالات زواج بالأسرة العراقية بحسب ما قيل انها احصائية صادرة عن وزارة شؤون المرأة، وتتداول الاقنية الاعلامية معلومات كارثية (وتمر مرور الكرام..) منسوبة الى جهات وهيئات عالمية تفيد ان العراق بلد الجريمة والفساد وانعدام الامن الاول في العالم، وبغداد اقذر عاصمة في المنطقة، وان نصف عائدات النفط تسرق من قبل السياسيين.
المشكلة ، ان العراق انتقل من الدولة المقفلة امام الاحصائيات الى دولة مستباحة بالاحصائيات المتضاربة، ولعل الاكثر خطورة يتمثل في دخول الاحصائيات حلبة الصراع السياسي، فلكل جهة معلوماتها واحصائياتها وارقامها توظفها بحسب ما تسعى اليه، وآخر ما قرأناه بان ثلثي نساء العراق، بحسب “استقصاء” اجرته جماعة اكاديمية يعتبرن الدعوة الى المساواة بالرجال غير منطقية..
وهكذا دخل المنطق الى الحلبة، كخرقة مسح، فتحرك ارسطوطاليس في قبره.
 

اعلم اني لا اعلم شيئا”.
                         سقراط

 

 

free web counter