| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

لجمعة 22/6/ 2007

 




الجزيرة.. لماذا تناهض الاعتدال؟


عبدالمنعم الاعسم

بعد لبنان (وقبله العراق) جاء دور فلسطين.. وبعد صيحة وليد جنبلاط الساخطة، من بيروت(وقبلها صيحات عراقيين) على الدور المشين لفضائية الجزيرة بالتواطؤ مع اصحاب العنف والارهاب والجريمة المنظمة، جاءت شهادة ياسر عبد ربه المثيرة، من رام الله، لجهة انحياز هذه الفضائية الى جانب الفريق المتشدد، المتطرف، في معادلة الصراع في غزة.
وهكذا اضاف الباحثون في الميديا والموضـــــــــوعـــــــــية الاعلامـــــــية موقف فضـــــائية الجزيرة مـــــــن الاحداث الفلسطينية المؤسفة الى "الامثلة" الحية لتورط هذه الفضائية في معاداة الاعتدال، وفي ترويج العنف و"الاسلام" الارهابي، بعد ان قدمت في حالتي العراق ولبنان عرضا واضح المعالم بالانحياز الى فريق، وضربت عرض الحائط بجميع قواعد المهنية وقيم الرسالة الاعلامية.
وقبل ان نطالع في شهادة عبد ربة، فان المناسبة تلزم الاشارة الى المفارقة التالية: كلما يفتضح انحياز وغوغائية الجزيرة، ولا حياديتها، وتورطها في التجييش واثارة الغرائز العدوانية، ونفاقها، وكذبها، تتعزز-بالمقابل- مكانتها في صفوف الفئات الشعبية في الشارع العربي الأبعد عن ساحات الصراع، وفي صفوف النخب الاكثر التصاقا بالثقافة المعارضة، الامر الذي كشفت عنه آخر الاستطلاعات، ووضعته على طاولة الباحثين، لامعان النظر في معنى ان تكون جملة التجييش والكراهية والنفاق والتطرف الاقرب الى قلوب واهواء ملايين البشر في هذا القوس الجغرافي، في عصر يميل فيه الجمهور الى صوت العقل والمقارنة الحرة واحترام الحيدة، ولا ضرورة لمزيد من التأكيد على ان الجزيرة افترقت بعلامة 90 درجة عن امها البي بي سي، التي انحدرت عنها،على الاقل في امانة النقل والحد الادنى من التوازن بين المتصارعين.
والى عهد قريب كان الكثير من دارسي ظاهرات تلفزيون الدش يقعون ضحية الاعتقاد بان تمسك "جماهير المنطقة" بهذه الفضائية مرده الى العرض الفني، المرموق، والكفء، والمتطابق مع المواصفات العصرية للاداء التلفزيوني، ذي الصلة بسلامة صياغة الخبر، ومستوى الاداء اللغوي، وتلوين وتائر الصوت وضبط اسلوبه، والتحكم بمخارج الحروف الحلقية واللسانية، ورهافة الزفير والشهيق خلال الاداء، وما الذي يخرج باطنا منسحبا من الرئتين من الحروف والاهات، وتنظيم الابتسامة والصرامة وفق كيمياء الحدث، وملابس واكسسوارات طاقم التقديم.. الخ. غير ان هذ النظرية لم تصمد طويلا ازاء الحقائق الموصولة برواج الجزيرة وسط جمهور امي مقموع ممنوع من الاتصال بمعارف وظاهرات الاعلام العصري.
والآن، بصرف النظر عن الموقف من المتصارعين في غزة، فان طرفا محددا، معروف باعتداله شكا من موقف الجزيرة غير المتوازن، الامر الذي يعيد انتاج السؤال الوجيه الذي يكبر على عرض الشاشة الملونة، وهو: لماذا تناهض الجزيرة قوى الاعتدال في المنطقة؟ ولماذا تضع ثقلها الاعلامي الى جانب التطرف والعنف والارهاب؟ وفي هذا يقول المسؤول الفلسطيني في شهادته عن الجزيرة انها "شريكة في جرائم الميليشيات" وانه بعد ذلك "لا يمكن السكوت على الجزيرة لتهديدها المباشر لوعي المواطن من خلال تبنيها للارهابيين، وعدم الاشارة الى جرائمهم» كما ان الجزيرة، حسبه «ابتعدت عن المهنية والموضوعية من خلال ابرازها اعمالا فردية غير مسؤولة ومدانة ضد بعض مؤسسات حماس في الضفة وتهميش تغطية افظع الجرائم في غزة (...) واظهار الحياة طبيعية هناك». واكد عبد ربه انه «ستتم متابعة الجزيرة وفضح سياساتها".
ومرة اخرى، ودائما، مالذي يجمع الجزيرة باولئك المولعين بالتمثيل بجثث الضحايا؟.
_________
.. وكلام مفيد
_________

" الايمان من دون علم اعمى ".
                                     اينشتاين