| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الثلاثاء 22/2/ 2011

 

يوم الجمعة..
من هو الذي سنهتف بسقوطه؟

عبد المنعم الاعسم 

ثمة مسؤول، سياسي، وراء ما نعنيه من إنكفاء، وما نتظاهر ونعتصم للتعبير عن احتجاجنا على عجزه وفشله وانانيته وتشجيعه للفساد، او ترخيصه للفساد، او السكوت على جرائم الفساد.
مسؤول جاء من ضرع السياسة، ومن منحدر المعارضة السابقة للدكتاتورية، ومن الخطاب الواعد باقامة عراق جديد، ومن حزمة الوعود عن الحرية، فلم يصدق مع السياسة، ولم يؤتمن على احلام المعارضين، ولم يحقق من الوعود ما يتباهى به.
انه مسؤول كبير، وجهه عراقي، ولهجته عراقية، وانتماؤه الى العراق، لكنه فقد بهاء الالفة مع الناس، وحفر مفردات هجينة في لهجته، وغيّب الحرارة في الانتماء الوطني، وحال دون ان تتحقق احلامنا، بتصميم منه، او برضى عنه او بشفاعة منحها لمن لا يستحقون.
طوال ثماني سنوات حصل على فرص وفيرة لترجمة الوعود والبرامج الى حقائق، او في الاقل الى بعض حقائق. صبرنا معه، واعطيناه المعاذير، ثم تنقل من موقع الى آخر، ومن مسؤولية الى اخرى، ومن ميدان الى ميدان، فاستنفذ شحنة العطاء، وفقد مؤشر المصداقية، بل وتخبط في اكثر من منعطف، واخفق في اكثر من اختبار.
مسؤول، ليس بالضرورة ان يكون من حزب معين، او من فترة معينة، او من حكومة من الحكومات التي تعاقبت، فقد كان حاضرا في جميع الاحزاب والحكومات، وليس بالضرورة ان يكون نافذا في هذه الحكومة فقد يكون نافذا في حكومات سابقة او في حكومة محلية في بغداد والمحافظات الاخرى، وقد يكون خارج ما نعرفه من صفات رسمية معلنة، يتربص بنا من وراء الجدران السميكة لقلعته، ويتسلى بمعاناتنا ونحيبنا اليومي.
نعم، سنهتف ضد المسؤول الذي حمل المنصب يوما فحوله الى مفردة للوجاهة وخدمة الاعوان وابناء الاعمام وشراذم القرية ، وجعل منه مفتاحا للوصول الى عواصم وبنوك، وخلق فيه سوابق لا تمت الى المدنية بصلة، وملحقات، ورطانات، وحبربشية، وبـُدع، فضلا عن اساطيل من المصفقين ومشعلي اعواد البخور، وموزعي الحلويات.
وسنطالب بتنحيته ومحاسبته عما اقترفت يديه، وقد نقبل باعتراف يعلن انه فشل، وافسد، وداهن، وميـّز بين الناس، وانقطع عن توجع الملايين، واهمل وظيفته، وخان الامانة التي عهدت اليه، وانه كان يستطيع ان يحمي حقوق المحتاجين لكنه لم يتحرك الى مسؤوليته عن ذلك.
المسؤول الذي سنهتف ضده، هو، في واقع الامر، حفنة من المسؤولين، بعضهم يتربعون على منصة المشهد السياسي، وبعضهم الآخر ينتصب في المنطقة الرمادية من هذا المشهد، معارض ومشارك، وبعضهم الثالث ارجأ موقفه بانتظار ان ينحسر غبار المعركة ليختار الاسلم والاوفق، والانسب الى راحة البال..
حيث تتعالى اصواتنا بالمطالبة بتنحية ومحاسبة المسؤول الذي فشل وفسد وارتكب ما لا يحصى من الذنوب.. لأصلاح المسار وتصويبه، لا تخريبه.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
لكل شمس مغرب"
                   حكمة فلكية
 
جريدة (الاتحاد) بغداد

 
 

free web counter