| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الثلاثاء 22/3/ 2011

 

بحران في البحرين

عبد المنعم الاعسم 

مرة اخرى، في البحرين وفي غيرها، لا يمكن الاطمئنان الى الجمع بين “الوطنية والطائفية” بل لا يمكن مجاورتهما في بناء دولة، اية دولة، فاما دولة وطنية، واما دولة طائفية. الدولة الوطنية (إذا شئنا الصراحة) تتضايق من الطائفيات، والدولة الطائفية تضيق بالوطنيات.

ان تكون وطنيا وطائفيا في نفس الوقت، تكون قد كذبت علينا وقبل ذلك على نفسك، وقد كذب علينا وعلى نفسه، وما زالوا، كثيرون. صدام حسين استخدم المسارين: الوطنية العراقية بوصفها شعارا آنيا للتعبئة الى الحرب وبهدف اخصاء الهويات والتنوع والعقائد والخيارات غير المرغوب فيها، ثم الطائفية الدينية من اجل تصليب عود النخبة الحاكمة ودفع اتباع الطائفة (الطوائف) الاخرى الى مرتبة مواطنين من الدرجة الثانية.

وثمة دائما في الصراعات الوطنية والطائفية منطقة وسط (معتدلة) ترفض الوطنية والطائفية معا. منطقة هشة لكنها تتنامى في مجرى توحش الوطنيات والطائفيات وظهور اسنان فتاكة لمشروعهما السياسي، وتواجه هذه المنطقة (في ظروف الاضطرابات) هجمات الطرفين وربما تحالفهما المؤقت. يتكرر ذلك كثيرا، فالاعتدال غالبا ما يكون ضحية المتصارعين، وثمة الكثير من الظروف يتوحد فيها الوطنيون والطائفيون لدحر الاعتدال بوصفه خطرا محدقا بهما.

دائما، في الدولة الوطنية التقليدية اللاديمقراطية، ثمة مواطنة موزعة على درجات ضحيتها الوطنيات الاخرى، ودائما، في الدولة الطائفية النموذجية ثمة مواطنون من الدرجة الثانية هم اتباع الطوائف الاخرى، والمعروف، ان دولا من المجموعتين تمسك الان مفاتيح العلاقات الاقليمية وما يتصل بها من امن وتجارة وثقافة.

في البحرين، ثمة بحران يتلاطمان بعنف، الوطنية والطائفية، حيث باءت بالفشل صيغة الدولة الوطنية (الاقطاعية) التي دست هويتها الطائفية خلف شبكة من اعلانات النيون الدستورية وبعض الاجراءات الديمقراطية الشكلية (الانتخابات) لتسويق شرعية حكم الاقلية، وفي المقابل اخفق ضحايا التمييز الطائفي في تقديم مشروع الدولة الوطنية كبديل عن الحكم القائم، وفيما استنجد حكم الاقلية بحلفائه (اقليات طائفية حاكمة)في المنطقة، برز خطر التحزب الطائفي من الجانب الآخر على سطح حمية طائفية انفعالية تضرب دول الجوار وشرائح اقليمية لنصرة المظلومين في البحرين.

بحرا البحرين، الوطنية والطائفية، يمضيان الى نقطة الافتراق. وقد يجران المنطقة الى الحرب في النقطة التي يصبح فيه الصراع صراع طوائف، وتكف الوطنية عن اللعب في ساحة الاكاذيب.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
كلنا كالقمر، له جانب مظلم"
                            حكمة
 

جريدة(الاتحاد) بغداد




 

free web counter