| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 21/11/ 2007



النائب النجيفي و"الناجون من النار"

عبدالمنعم الاعسم

النائب اسامة النجيفي (من القائمة العراقية) يطمح ان ينجو من النار من اقرب جسر الى الجنة، بالانفتاح على (الناجون من النار) وهو "الوسام" الذي يعلقه مقاتلو القاعدة على صدورهم وهم يتوجهون الى تفجير انفسهم في الاسواق وطوابير العمال وشبكات النفط والبنايات السكنية للعراقيين، وإلا لماذا صار يغازل الارهابيين ويعفيهم من مسؤولية العنف والقتل الجماعي؟ ولماذا احتج مؤخرا على اغلاق مكتب هيئة علماء المسلمين في جامع ام القرى؟.
في الحقيقة، لم يكن موقف النجيفي الاخير من حلفاء الناجين من النار ليدعو الى الاستغراب، على الاقل بالنسبة الى الذين يعرفون افكاره ومواقفه ومعاركه (الجديدة!) داخل قائمته وخارجها، ما اصبح معروفا بان الرجل بدأ يحمل مشروعا مناهضا ( لا منتقدا، مثلنا) للعملية السياسية، بالرغم من انه يتمتع بارفع الامتيازات التي نالها من الانتساب المبكر لهذه العملية.. امتياز الحصانة البرلمانية.
ولو اقتصر احتجاج النجيفي على حدود الاجراء الذي اتخذته مرجعية الوقف السني باغلاق مكتب حارث الضاري(حليف القاعدة المعلن) في بيت من بيوت الله لامكن تفهم هذا الموقف من باب حماية الحقوق المدنية للهيئات الدينية، او من زاوية الطعن باجراء يحتاج الى مساند قضائية، لكن المفارقة تكمن في افتضاح النعرة الطائفية المتطرفة للنجيفي، فقد عارض سابقا في اكثر من تصريح استخدام بيوت الله لصالح الجهات الحزبية، وتوظيفها في الصراع السياسي، في حين ان هيئة علماء المسلمين التي تعاطف معها لا تختلف في الشكل والمضمون عن اية هيئة سياسية عراقية إلا في كونها اكثر تطرفا من غيرها، فضلا عن انها داعية حرب وتجييش وانشقاق طائفي بامتياز، وقد قامت بالتبرير لجرائم الناجين من النار مما تعف عنها الذئاب المفترسة.
يستطيع النجيفي ان يعود الى فتاوى الضاري وان يقلب صفحات جريدة الهيئة ليكتشف ان رقبته، كنائب ووزير سابق وشريك في العملية السياسية، مطلوبة للقصاص في فتوى اصحاب مكتب ام القرى تقضي بتخوين "كل من تعاون مع الاحتلال" وقد يتذكر خطاب استقالة النائب عبدالناصر الجنابي الذي دعا النواب الى الالتحاق بـ"الناجون من النار" وطبعا يتذكر سلسلة محاولات الاغتيال التي تعرض لها شخصيا من عصابات القاعدة منذ ان كان وزيرا للصناعة عام 2002 حتى 16 من تموز الماضي حيث حاول مسلحو جند الاسلام، حلفاء القاعدة والضاري، قتله في هذا اليوم.
لكن الوجه الآخر الاكثر غرابة في تحولات النجيفي الى التطرف والاقتراب من معسكر الناجين من النار ظهر في سلسلة تصريحات اطلقها ضد الكرد واقليم كردستان في تلك الحلقات التي تتطابق مع الارهابيين، وقد فاض من بين سطورها ضيق واضح من استقرار الاقليم واستتباب الامن فيه وتطور تجربته، وبلغ به الامر ان استعدى الدولة التركية على اكراد العراق الذين حملهم مسؤولية الازمة الحدودية وبرر للقوات العسكرية التركية ان تتمدد في الاراضي العراقية، دون ان تاخذه الغيرة على سيادة العراق، التي طالما تحدث عنها، في اقل تقدير.
لقد تجاوز النجيفي ، في اكثر من مرة، قواعد الجدل السياسي والاختلاف وحق انتقاد اداء القيادات الكردية وتحالفاتها السياسية، الامر الذي اصبح مقبولا في اطار فروض الاختلاف وتبادل الرأي، غير ان هذا شيء واعادة انتاج شعارات الارهابيين والدفاع عن وكلائهم وتبني تبريرات الاجتياح التركي للسيادة العراقية شيء آخر، لا يخفي بشاعته القول بان العملية السياسية تعاني من اعتلالات، فالبديل الذي يقدمه النجيفي عن هذه العملية العليلة مشوّها.. وذو انياب مفترسة.
ــــــــــــــ
كلام مفيد:
ــــــــــــــ

الحقيقة دائماً تؤلم من تعوّد على الأوهام”.
                                           بيدل
 


 

Counters