| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

السبت 21/3/ 2009

 

رسالة ابن لادن.. وحروبه

عبد المنعم الاعسم

الكلمة الصوتية المنسوبة الى اسامة بن لادن، عبر قناة الجزيرة، تحتاج الى قراءة متأنية وتشريحية ومسؤولة، عدا عن الحاجة الى المرور على الوظيفة التي اخذتها الفضائية القطرية على نفسها، من غير رجعة، بالتزام المشروع الارهابي حتى آخر خرقة من اسماله المتهرئة.

اهمية الرسالة ليس في دعوة صاحبها الى “تحرير العراق” كسبيل الى “تحرير فلسطين” وهو ما جرى التركيز عليه من قبل الاعلام والمعلقين، بل في التركيز على خط الاعتدال في السياسة العربية إذ اخذ يستدرج اليه الكثير من حلفاء (وانصاف حلفاء) للقاعدة، والكثير الكثير ممن راهنوا على دخول المنطقة عصر “الجهاد” الذي سيقيم دولة الخلافة، قبل ان يكتشفوا ان طاحونة القاعدة تسببت في خراب البلاد وانتهت الى اكبر اساءة للاسلام حين جعلت من المسلم امام العالم عنصرا تحت طائلة الشبهة بوصفه انتحاريا حتى تثبت براءته.

الجديد في رسالة ابن لادن ان القاعدة انتقلت الى خط الدفاع الاخير حين فتحت جبهة كانت تقاتل منها بمواجهة العالم، وليس الحملة على حماس الفلسطينية، حصرا، سوى عنوان المأزق الذي تنكفئ اليه حروب القاعدة بعد ان كانت تنشر تهديداتها في القارات الخمس ولم تسلم من حرائقها وبصماتها الدموية عاصمة من عواصم العالم، وذلك وسط احتفاء ورضى وتصفيق قوى المنطقة الرمادية في الشارع السياسي العربي، من قوميين واسلاميين وحتى يساريين.

جاءت الرسالة في وقت حساس لفرقاء الصراع في المنطقة، فوجد فيها الجميع مخرجا الى النفاذ من الحراجة، فتبرأوا من القاعدة وابن لادن والتطرف الديني، بل ان البعض من دعاة التجييش والجهاد و”اليوم اليوم وليس غدا” اطلقوا رواية مسلية تؤكد بان القاعدة لا وجود لها على ارض الواقع وان ابن لادن قتل منذ زمن بعيد، وان اعلان تأسيس “دولة العراق الاسلامية” كان من خيال المخابرات الامريكية وان مقتل الزرقاوي وظهور انتحاريات في العراق لا تعدو عن كونها سيناريوهات اُعدت في هوليود هدفها تشويه سمعة العرب والمسلمين المسالمين بل ورسل السلام.

يدفع ابن لادن في رسالته الصوتية تحرير فلسطين الى مرحلة لاحقة، لم يأت اوانها، فيما المهم تحرير العراق ثم تحرير الاردن، ثم يتحدث عن جهاد قاس بعد ان”بدا واضحا أن بعض حكام العرب تواطؤوا مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا، وهم من تسميهم الولايات المتحدة بدول الاعتدال” وذلك في محاولة لتحضير اذهان فلول “الخلايا النائمة” الى حرب تحرير فانتازية قد تصل الى الاندلس، وسط اكثر عبارات الخذلان فصاحة.

والآن، لنمعن النظر، عسكريا، في خطة تقوم على تحرير العراق، ثم تحرير الاردن، وبعدها الوصول الى اسرائيل لالقائها في البحر، من قبل جيش مهزوم في العراق ومسدودة عليه طرق الاردن وقد شطب فكرة تحرير فلسطين منذ زمن بعيد بانتظار اقامة الخلافة الاسلامية.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
الناس المستيقظون، ليس لهم إلا عالم واحد. أما النائمون، فلكل واحد عالمه "
                                                                       هيراقليطس





 

free web counter