| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 21/4/ 2008



لا ينبغي الصمت.. اغيثوهم

عبدالمنعم الاعسم

اختطاف المدنيين الابرياء يدخل في عداد ابشع جرائم العصر، واختطاف المدنيين الابرياء ثم استخدامهم في الصراعات السياسية امعان مضاعف في الجريمة البشعة، واختطاف الابرياء ثم قتلهم، تنكيلا او ثأرا، يمثل سقوطا في نوع البشر الذين يرتكبون جريمة الاختطاف، اما اختطاف المدنيين الابرياء ثم قتلهم وتغييب اثارهم بحيث لا تعرف مصائرهم، احياء ام اموات، فان كلمة جريمة بشعة لا تعني شيئا يضاهي الحال المروّع للضحايا والكابوس اليومي لاسرهم.. فكيف اذا كان الضحايا فتاتان بعمر الورد، اختطفتا منذ اسبوعين من امام مدرستهما في بغداد.. وهذا ما حصل في ما حمله النداء التالي الذي تسلمته من اقارب الضحيتين بعنوان: "اغيثونا".. يقول:
“ها قد مر على أسرتين عراقيتين أسبوع ثقيل وكارثي(الآن اسبوعان) منذ فاجعة خطف الطالبتين هند وهيفاء في منطقه الحسينية-بغداد و من أمام ثانوية الخنساء للبنات ولم يظهر الى الان أي بصيص أمل يشير على الاقل إن الضحيتين على قيد الحياة.
الادهى والامرّ إن كل مناشداتنا وتوسلاتنا قد ذهبت أدراج الريح حيث لم تتدخل أي جهة رسمية أوحكومية، لا أقول لكشف الجناة وإنما لألقاء القبض عليهم لأنهم معروفون للقاصي والداني وهم عصابه (....) في المنطقة والتي يتزعمهما(....) الذي لديه سوابق جرمية كثيرة.
نناشد من خلالكم الرئيس جلال طالباني ونائبيه والسيد رئيس الوزراء وأعضاء البرلمان العراقي ومنظمات حقوق الانسان وحقوق المرأه وكل شرفاء العراق.. نناشدكم بتبني قضيتنا والتدخل السريع لأعاده المخطوفتين لأسرتيهما.
نخاطب ضمائركم الحية أن تعيشوا مشهدنا المأساوي وتمدوا يد العون لطالبتين بريئتين كانتا غاية في الهدوء والادب ولاشأن لهما أو لأسرتيهما الفقيرتين بالسياسة من قريب أو بعيد.
ورغم إن الاسرتين من الطائفة السنية الا إن لدينا صلات قربى وجيره بأخوتنا الشيعة ولم يحدث مايكدر صفو هذه العلاقة حتى في ذروة الاحتراب الطائفي الذي تسببت به القاعدة ولهذا كنا وما زلنا وسط أخوتنا وأهلنا في الحسينية.
أغيثونا...أغيثوا لهفتنا...يرحمكم الله.
أقارب المخطوفتين”.
اعتقد بان أي واحد منا يقرا هذا النداء ويضع نفسه في موضع الضحية، تحت الاختطاف، والعذاب الذي تتعرض له، والاذلال الذي تعانيه، ثم الموت الذي قد يكون نهاية لهذه المحنة سيسأل نفسه: ما العمل من اجل انقاذ حياة المختطفين من المدنيين الابرياء ؟ وما السبيل الى معاقبة اولئك الوحوش الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم المروعة؟ ثم ما حال الفتاتين هند وهيفاء الان بين يدي مختطفيهم؟ بل ما ذنبهما لكي يتعرضا الى الاختطاف، ثم المصير المجهول؟.
لا ادري ما الذي نعمله، نحن الذين نتحسس رقابنا كلما سمعنا عن حادثة اختطاف مروعة، لكنني اعرف اننا يمكن ان نشعر بالخجل من صمتنا حيال هذه الجريمة وعجزنا عن ان نعمل شيئا لاجمل وانبل ابنائنا.. اقول: يمكن ان نشعر بالخجل، واضيف: وبالعار.


ـــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــ

"
لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنيًا "
                            
                        مارتن لوثر

                      
جريدة (الاتحاد) بغداد

 


 

Counters