| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الجمعة 21/12/ 2012

 

مام جلال..
لم نكمل الحديث.. بعد

عبد المنعم الاعسم 

حمّلنا قلبكَ فوق ما يستقوي، وحمّلنا عصاكَ فوق ما تحتمل، والقينا عليهما ظنونا ومخاصمات عمرها عمر الخارطة التي نقيم، فيما نحن ندور حول ذواتنا، ونمسك بتلابيب بعضنا، ونقف معجبين عند آخر شتيمة صريحة قالها فينا التاريخ: امة الشقاق والنفاق.

 نقف طويلا، لا نتقدم ولا خطوة واحدة مخافة ان نسقط من علوّ شاهق الى قاع من الزفت، تلك هي حقيقتنا العذراء، العلقم.    

في هذه اللحظات، وانت بين رمشة حياة واغفاءة ابدية، اكتشفنا مأزقنا: يحاذينا من اليمين منحدر، وتحاذينا من اليسار هاوية. اما شركاؤك فانهم في غيّهم ماضون، وياما حذرتهم مما ينتظرهم من شؤم إن تمادوا في الهروب من الاسئلة التفصيلية وفروض العدالة.

نعرف انك بشر، لك ما لك وعليك ما عليك، ونعرف اننا لسنا ملائكة، ولسنا اول المتعلمين او المتحضرين كما كنا نوحي للاخرين في كراريسنا وشعاراتنا البالية.

الآن، وفي هذا المنعطف يسألنا المستقبل من انتم؟ والى اين ماضون؟ فنرد له جوابا من نشارة الخشب: لا نعرف.

هكذا القت بك التقاويم والاقدار في طريقنا، وهكذا شاءت اعوامك الثمانون ان تخوض المعركة المستحيلة لترشيد السياسات وتقريب وجهات النظر وتطويع حجر العنجهيات حتى آخر ما تملك من حَيْل وحكمة، وبين احشائك فضلة قليلة من العمر.. وانت بشر.. تحاول في كل مرة ان تلوذ بالطرفة، و”آخر نكتة” تصلك من افئدة المحتارين والغاضبين وابناء الحسجة، وانت تعرف ان لا مكان في المقام من هزل، ولا موضع في المقال من جد.. فالمقام والمقال يحتضران بيد لاعبي المرحلة، الماضون في رطاناتهم، في ما بين الجد والهزل.

لم يصدِقك إلا قليلون، اضطر بعضهم الى الصمت، يا للفجيعة.

كانت مشكلتكَ معنا نحن المحسوبون عليك، لا المحسوبين على غيرك.. لقد ارهقناك في ما نختصم، وما نريد، وفي ما نعاني.. وكان لنا الحق.. هكذا كنتَ تقول لنا، وتقول لهم، لكننا كنا نريد حصتنا منك. الست رئيسا لنا ولهم؟. تلك واحدة من التباساتنا معك، وواحدة من المهن التي برعتَ في توليف ابجدياتها، وواحدة من المسارات الخطرة التي قطعتَ وعورتها.

مساء الاثنين، عندما انتقلتَ من مهابة ادارة السياسة الى هيبة استطالة السرير، اوقعتَ الجميع في فضيحة، ربما لن يخرجوا منها قبل ان يهزموا انفسهم بانفسهم، بقطرة الحياء.. اين هي قطرة الحياء؟.

انهض مام جلال. لم نكمل الحديث.. فسيذبحون بعضهم.


"اين هي شجرة الصندل التي تعطر الفأس التي تقطعها؟"
                                                                سعدي شيرازي




 

free web counter