| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأحد 20/9/ 2009

 

السباق الانتخابي..
نقاط وحروف

عبد المنعم الاعسم 

في السباق الانتخابي الجاري في العراق يبرز السؤال المتكرر في كل انتخابات: هل التنافس يتم حقا على البرامج والخطط و”رؤى المستقبل”؟ والسؤال التفصيلي: هل ان المتنافسين يراجعون حقا دروس الانتخابات والحقبة البرلمانية السابقة، وبخاصة الاخفاقات والاعتلالات والصراعات التي رافقتها وصارت معروفة للجميع؟.

من التجني القول بان الحراك السياسي الذي ينطلق الآن، على هامش التحضير لانتخابات 2010 ويدخل حقول الاسئلة والاستحقاقات، يقفز من فوق موضوع البرامج وهموم الملايين، فان المعنيين يعرفون بان القوى التصويتية المؤثرة تحتاج الى “وعود” قدر حاجتها الى الخدمات والاطمئنان الى المستقبل، وان فروض الدعاية والتقرب من هذه القوى توجب صياغة اشواقها في عناوين ومفردات واضحة، لكن المحلل الموضوعي، إذ يتملى بعناية هذه الدعاية الخدماتية يكتشف انها جميعا، وبصرف النظر عن الجهة صاحبة الحملة، متشابهة، او متقاربة الى حد بعيد، باستثناء مفردات الامن او النزاهة التي يحاول ان يحتكرها البعض، وباستثناء(ايضا) زاوية النقد وتحميل (او التبرؤ من) المسؤولية عن تردي الخدمات واستفحال الفساد والتخبط السياسي.

اقول، هناك تشابه كبير في لغة توصيف وشرح وقراءة ما يتطلع له المواطن العراقي في الجملة الدعائية الانتخابية لجميع الكيانات من غير استثناء(عدا عن بعض العناصر الاضافية في الواقع الكردستاني) بحيث يعود السؤال ملحا على المحللين والمراقبين والمواطنين على حد سواء: إذن على اية قضية يجري التنافس والسباق والصراع وعض الاصابع بين الفرقاء، إن لم يكن على معاناة وشكوى الملايين من ابناء الشعب؟.

بوجيز الكلام يمكن القول ان هذا التنافس يجري على الزعامة، وبعبارة اكثر وضوحا، فان مفردات الدعاية الانتخابية للكيانات المتنافسة، بما تتضمنه من مدسوسات لغوية واسلوبية واستطرادات في تبرئة النفس مما حل بالبلاد، تكشف عن ان الصراع يدور حول ترسيم اسم الزعيم بالمقام الاول وموقع الزعامات والحجوم في تشكيلة السلطة المقبلة.

ويكذب(طبعا) اولئك الذين يؤكدون انهم يخوضون التنافس، فقط، من اجل المصلحة العامة، و(طبعا) يكذب اولئك الذين يزعمون بان المصلحة العامة غائبة تماما عن ساحة الصراع، وفي هذا، كما يبدو، ثمة تداخل تمليه طبيعة العملية الانتخابية الديمقراطية، وينبغي ان تنفرد له مساحات من المعالجة، مع الحذر الشديد(انتباه..) من الحملة الاعلامية والسياسية التي تتبناها جماعات (الضد) لتيئيس الجمهور، واقناعه بلا جدوى المشاركة الناشطة في الانتخابات، والزعم ان “الصوت” لا قيمة له في هذه المعركة..

اكرر: الحذر الشديد.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
التخيّل اهم من المعرفة "
                         البرت اينشتاين

 
جريدة(الاتحاد) بغداد

 

free web counter