| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 20 /12/ 2006

 



هل شتمتُ الضاري.. حقا؟

 

عبدالمنعم الاعسم

في كتاباتي السابقة لم اشتم الشيخ حارث الضاري.. اولا، لاني لا اجيد لغة الشتائم ولا احفظ مفرداتها، واني ابتعد عنها مسافة ثقافةٍ تجادل بالحجة وتردّ باليقين وتفصح بالتهذيب، وثانيا، ان الرجل بذاته لا يستحق الشتيمة، حاشى، فهو من نبْتٍ فاضل، ومن فرع طيب، ومن شجرة يشار لها بالبنان.
اقول ذلك، واستدرك القول، بان احترامي لشخص ومنبت الشيخ الضاري واعترافي بمقامه ومنحدره لا يمنعني، واظن انه لا ينبغي ان يمنع احدا، عن رفض الكثير من افكاره واقتراحاته السياسية ومواقفه من الشأن العام، ومشروعه الديني الخاص بالعراق والمشيمات الطائفية لهذا المشروع، جملة وتفصيلا، كما تفرض علي حقائق التباين بين المعتقدات ان لا اسكت ازاء ما اعتقده خطأ، وما اراه ضارا، وما اظنه يجانب مصلحة الشعب، وهذا حصرا ما فعلته في مقالي (هيئة العلماء وقيادة الضاري..كشف حساب قبل فوات الاوان) حيث نأيت عن محاذير المهاترة وعثرات الملاسنة، وحرصت على وضع الفكرة مقابل بدائلها، والراي محل نقيضه، والبصيرة عِوَض ما قبلها، وعذري في ذلك اني رصدتُ، من خلال قراءات ومتابعات ليست عابرة لتصريحات ومواقف الشيخ الضاري، منهجا من الغلو والتطرف يعتمده في السياسة والدين من موقعه في قيادة هيئة علماء المسلمين، فكان من واجبي، واحسب انه من واجب اي موضوعي وغير طائفي ولا متطرف، الاحتجاج والاعتراض، وتأثيث النقاش بالاحترام قدر ما تتحمله فروض الصراحة، وما تسمح به لغة التعبير وتعقيدات المشهد وتداخلات المصالح والاهواء والاعتبارات، وفي خاطري ان التطرف في حالنا العراقي خطيئة كبيرة تتجاوز التعريف اللغوي للتطرف كونه مجاوزة الحدود والابتعاد عن الوسطية الى رصيف التجييش وفرض الرأي وتكفير الرأي الاخر‘ على خلاف قاعدة اهل العلم التي صاغها الامام ابي حنيفة بالقول: رأيُنا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.
ومن زاوية معينة رأيتُ بان منهج الشيخ الضاري هو منهج التأليب الطائفي الذي يشرّع للارهاب واعمال العنف والجريمة، وانه سيؤدي، في حال تمثلته الملايين، الى كارثة تضع السلم الاهلي في العراق في مهب الريح، وهو منهج لا اختص بمعارضته، ولا انفرد بالتحذير منه، فان ثمة الكثير من الخائفين على العراق يعارضونه، بمن فيهم ساسة عملوا بجوار الشيخ الضاري وابتعدوا عن مواقفه.
مناسبة هذا الايضاح تعود الى مانشره موقع مقرب من هيئة العلماء من نبأ لفقته وكالة ملفقة عن “مكرمة” حصل عليها الكاتب الاعسم من سياسي عراقي لقاء ما كتبه عن الشيخ الضاري “من شتائم”، والامر لم يتوقف عند هذه الكذبة التافهة بل تعداه الى سيل من التهديدات الرخيصة التحقت بالنبأ، إذ كتب احدهم يقول: “فصبر جميل وترقب لحظة تبكي بها حليب أمك” وكتب آخر: “ ايامك معدودة يا ...” وسجل ثالث : “الشيخ حارث الضاري اشرف منك ومن اقربائك” وهتف رابع: “ الشيخ أشرف من هؤلاء العملاء” وقال واحد آخر: “مبروك للكاتب المرتزق بالفلوس الحرام “ واعلن آخر: “ لهؤلاء نهايتهم قريبة بأذن الواحد الاحد”.
قال لي صديق ظريف: اقترح ان تضع هذه التهديدات التي تلقيتها على طاولة مؤتمر اسطنبول لكي تُضّم الى بيانه الختامي.
ـــــــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــــــــ
اثمن من المعرفة التصميم على ان نعرف ”.
                                             خالد محمد خالد