| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأحد 20/2/ 2011

 

ساشارك في الاحتجاجات السلمية

عبد المنعم الاعسم 

ساشارك في الاعتصامات الاحتجاجية السلمية، غدا وفي كل غد، وقد شاركت فعلا في بعضها وحيثما كان بمقدوري الوصول اليها، وساقف وراء لافتات تناشد وتستنكر وتطالب وتـُذكّر وتدين ليس من اجل المناشدة والاستنكار والمطالبة والتذكير والادانة، بل من اجل ان تنتصر ارادة وحقوق اصحاب الحاجة وضحايا سياسات الاهمال والاذلال، ولكي ينالون ما يستحقون من مستلزمات العيش حتى في ادنى مستوياته الانسانية.
نعم، ساشارك في حركة وفعاليات الاحتجاجات السلمية ليس فقط لأني واحد من الملايين التي تعاني من تردي مستوى الخدمات، وابسطها، واستشراء الرذيلة السياسية الفئوية والتضييق على الحريات ومحاولات إطفاء الحياة المدنية وفرض وصفة خانقة على حياة الناس أو ممن يصطدمون يوميا بخرسانات الفساد وعتاوي النهب، أو ممن يشعرون بالحيرة والسخط حيال الصراعات الفئوية والشخصية الانيانية والمصلحية في صفوف الطبقة السياسية حيث اختنق الناس بضجيجهم وشعاراتهم التي اطلقت عشية الانتخابات والمزاعم التي تروّج يوميا عن الغيرة على مصلحة الشعب العراقي.
اقول، نعم ساشارك في اية حركة احتجاجية سلمية تستهدف إصلاح وتصويب وترشيد واعادة بناء وانسنة مسار بناء الدولة ليس لاني واحد من ضحايا مسار المحاصصة وتدني الخدمات واضطراب قواعد المساواة، بل وايضا لأني (إذ اتقبل حالي واتصابر عليه بغريزة الكفاح من اجل العدالة) لا استطيع ان اتقبل مشاهد الاحياء الشعبية التي تخوّض في الاوحال وتعيش في العتمة وتزدحم بالشبيبة الجميلة العاطلة عن العمل وبالعائلات المحرومة من مصادر العيش الكريم وبالنساء الارامل اللواتي يلذن بحيطان واطئة او بيوت من تنك، كل ذلك، في دولة تملك من الثروات والطاقات ما يمكنها ان توفر الرخاء والعيش الكريم لمائة وخمسين مليونا من البشر، برهاوة، وبحسب تقدير خبراء دوليين.
اقول ايضا، ساصطف خلف شابات وشبان رائعين، يغنون ويهتفون للسلام الاهلي والوطن والمحبة، ويناهضون العنف والارهاب والجريمة، ويبغضون الفساد والفاسدين، وينددون بالمسؤولين الفاشلين، ويهتفون ضد وزراء ومسؤولين واعضاء مجالس محافظات حولوا مناصبهم ومواقعهم الى تكيات وواجهات للاثراء وتجميع البطانات والفساد.
نعم ساشارك في جميع الاحتجاجات النزيهة التي تطلقها افئدة الملايين من اجل تحسين حياتها وظروفها المعيشية واغلاق الطريق على الفاسدين والمتاجرين باسم المصلحة العامة، وفي ذات الوقت، ساحتج على اية محاولة للمتاجرة بقضية الشعب واختزال معاناته الى تصفيات حسابات سياسية فئوية وساعارض التجريح والتشهير والكيد واللعب على الحبال والضحك على الذقون ومحاولات التعدي على الكرامات، وساكون اكثر حذرا حيال الشعارات التي تدعو الى تحويل شرعية الاحتجاج السلمي الى منزلق العنف والكراهية وتزكية عهد الدكتاتورية البغيض.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
من كان كلامه لا يوافق فعله ، فإنما يوبخ نفسه"
                                                   ابن مسعود


جريدة (الاتحاد) بغداد

 
 

free web counter