| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 1 /12/ 2006

 

 

من يطرد الذباب عن المسيحيين؟

عبدالمنعم الاعسم

لماذا يستهدف الارهابيون والطائفيون ورجال العصابات الليلية، وحتى بعض خطباء المساجد، اتباع الديانة المسيحية؟ ولماذا يتشكل هذا الحلف الجهنمي لاجلاء المسيحيين من مناطق سكناهم وتنظيم عمليات ابتزاز وتهديد منهجية ضد موظفين وتجار ومهنيين فقط لانهم يدينون بالدين المسيحي؟ ولماذا تتعرض عائلاتهم وفتياتهم الى التدخل الفظ والعدواني في شكل ملابسهم وهيئاتهم، ولماذا اضطرت الالاف من الموظفات والعاملات المسيحيات الى ترك اعمالهن وملازمة منازلهن خوفا من الانتهاكات واعمال الخطف الاجرامية؟.
نعم، يستنكر علماء الدين هذه الاعمال..والاصح انهم يستنكرونها في النهار ويشرفون عليها في الليل، ونستمع منهم دائما ادانات لعمليات تفجير الكنائس العراقية واختطاف الطالبات المسيحيات في بغداد والموصل، لكن الكثيرين منا يضع علامة استفهام امام صدقية هذه الادانات، اذ نتابع كيف يصطف وراء هذا الاستنكار البارد، الحيادي، اللفظي، الذي لا يغني ولا يسمن، كل من هب ودب، وكل من شد من ازر المتطرفين الطائفيين، معصوبي العيون، وسكت عن مذابحهم، ووجد لها العذر في مقالات ومقامات، وتركوا لنا فضلة الاسى الحقيقي والخوف المشروع على الضحايا، وتسمية الفاعل، وتعزية المفعول ، ظنا منهم، اننا سنبقى كمن يبحث عن القط الاسود في الظلام، أواننا سنسجل الحادث، في نهاية المطاف، ضد مجهول، فيما هو واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، ليس فقط في خطابه الذي يشرع للقتل، بل في الاسم والكنية والمنبت والهوى والثقافة، وفي (عدالة) جرائمه الشنيعة التي لم توفر ملة أو طائفة أو جماعة عراقية دون ان يفيض عليها بالرصاص والسيارات المفخخة.
ومن يريد ان يقتفي اثر الفاعل يمكنه ذلك.. ومن يريد ان يسترشد الى اسمه يستطيع: انه الداعي الى اقامة دولة اسلامية صارمة في العراق وعلى مقاس خلافة المتوكل، او خلافة بن لادن، أو خلافة صدام حسين، وهو من يبشر في اعادة العمل بنظام الجزية، وفرض الزي الموحد على المسيحيين، اقتداء بالخليفة العباسي العاشر، وهو من يحرم قراءة تجليات بن عربي واشعار الجواهري ومطارحات طه حسين وخلاصات هادي العلوي، وهو من يدعو الى تلزيم حرية العقيدة بشروط التمييز ليحتفظ المسيحيون بلقب مواطن من الدرجة الدنيا، وتلزيم عمل غير المسلمين بوظائف دنيا، واعتبار الاشوريين، اهل البلاد الاصليين، جالية غربية ، فحرام ان تكون لهم كنائس وحرامين ان تكون لهم يد في الجيش والحكم والقضاء، وهو الذي انكر على القرآن احترامه للانجيل، وقوله، في سورة المائدة “وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم” وانكر على النبي تحذيره من التعرض للمسيحي “فمن آذاه فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله” وهو الذي أنكرعلى دساتير العالم قولها “فلكل من دينه الذي يدين به” وهو الذي توعد بالعقاب للمسلمين الذين يشاركون اخوانهم المسيحيين في اعياد راس السنة الميلادية، وعيد الشعانين، وتحدى الخليقة في ماثرتها صناعة البشر متساوين في الخلقة والخلق.
انه ذلك الذي يزعم ان معركتنا التاريخية هي مع الصليب والصليبيين، و يجيز، في هذه المعركة، سرقة السيارات من منعطفات الشوارع، ثم يستبطن كل واحدة بعشرة اطنان من الديناميت ويغير بها على الكنائس، وقبلها على صف طويل من العراقيين الباحثين عن فرصة عمل في الجيش او الشرطة من اجل تأمين رغيف لعائلاتهم الفقيرة.. وهو، على اية حال، ليس قطة سوداء في عتمة حالكة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
كلام
ــــــــــــــــــــــــــــ

ان الدعوة لاقامة دولة دينية تمثل ردة حضارية شاملة، بكل المقاييس
                                                                         فرج فودة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة ( الاتحاد ) بغداد