| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 1/12/ 2010

 

لوازم الشراكة في كلام المالكي

عبد المنعم الاعسم 

كلام رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي عن وجوب تحمل جميع الشركاء في الحكومة المقبلة للمسؤولية التامة عن ترجمة السياسات والخطط الى الواقع ومواجهة التحديات والاخطار كلام سليم ويدخل في صلب لوازم معافاة الوضع المعتل والعبور به الى ضفاف البناء واشاعة الاستقرار وانعاش الاقتصاد وتحسين العلاقات المتكافئة مع الجيران، كما يدخل، شرطا، في قواعد الشراكة بالحكم وفي التزامات التوافق، مثلما يحصل في اي حكومة ائتلافية في العالم.
فالموقع الوزاري التزام في تقاسم الخدمة قبل كل شيء، فليس من المعقول والمقبول -كما اشار المالكي- ان تكون شريكا في الحكومة ومعارضا لها في وقت واحد. ان تكون لك رِجْل في مشروع الحكومة ورِجْل اخرى في مشروع خصومها فيما المشروعان يتحاربان بضراوة، إذْ دفعت البلاد ثمن هذه المفارقة، هذا العبث، الكثير من نفوسها وامنها وسمعتها.
مرة اخرى، نقول ان كلام المالكي سليم تماما، ويمكن ان نضيف، أولا، ان المرحلة السابقة، وما قبلها، شهدت مثل هذه الكوميديا السياسية غير المسلية، حيث سقطت شظايا الصراع بين فروع الحكومة على رؤوس الجميع، ورؤوسنا قبلهم، ونضيف ايضا، ان ذلك ليس فقط من ذنوب الذي زاولوا سياسة التشبيخ، سيئة الصيت، فثمة مسؤولية ايضا تقع على ادارة الحكومة السابقة نفسها، والحكومات التي سبقتها، إذ جرى زحلقة الشركاء غير المرغوب بشراكتهم الى خانة المعارضة دون تحسّب لنتائج هذا المنهج، ضيَق الافق، وثانيا، مضى المشبخون الى ابعد شوط في استثمار هذا الوضع والاكل من ماعوني الحكومة وخصومها، وتمادوا في لعبة الانتساب الى الحكم والتنصل من تحمل اعبائه، وتسقط زلاته ووضع المفرقعات في حشوة تلك الزلات.
في كل الاحوال، ينبغي الاعتراف ان شراكة الحكم بين المختلفين، المتصارعين، المتنافسين، اللاواثقين بنيات بعضهم، امر في غاية الصعوبة والتعقيد، في بلد يعاني من الاستقطابات الفئوية وتناحر الزعامات السياسية والارث السلبي لتجاذبات تشكيل الحكومة، وبخاصة، اذا ما ظهر للبعض انه لابديل عن تلك الشراكة، وانه مضطر الى الانخراط فيها، وإذا ما ظهر ايضا ان فرقاء العملية السياسية يتفاوتون في القناعة بجدوى الشراكة واهميتها والتزاماتها، او انهم يعملون (او يخططون)على تصريف مبدأ الشراكة في اقنية المصالح الضيقة، واعتبارها محطة استراحة ورصد وحساب للربح والخسارة قبل العودة الى مربع الطلاق والخنادق.
الامر اللافت، ان القليل من المعنيين بالشراكة من يعترف بحقيقة ان هذا البلد عصيّ على القيادة من قبل شريحة واحدة او معسكر واحد، وان مشاكله وارث مصائبه اكبر من قدرة زعامة معينة على حلها، وان وصفة “المنقذ” بطلت منذ زمن بعيد، والحل، هو بشراكة لايستفرد احد خلالها بسلطة القرار ومشيئة الادارة، ولايقف فيها الآخر في منتصف الطريق بين مائدتين.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
من قال أنه وصل .. فهو في أول الطريق"
                                           حكمة المانية

 

جريدة(الاتحاد) بغداد
 

free web counter