| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأحد 1/5/ 2011

 

لا احب وزراء الداخلية

عبد المنعم الاعسم 

لا أقول أكرههم، اقول لا أحب وزراء الداخلية، في العراق أو في غيره، الآن وفي الماضي وفي المستقبل. هكذا انا، ومن حقي ان لا احب وظيفة او شخصا يشغل وظيفة، وربما أحبذ تجريم وزراء داخلية الانظمة المثقلة سجلاتها بالمذابح والمعاصي بدلا من رؤساء الدول، فاولئك هم القتلة، وهؤلاء هم الشهود.
لحسن الحظ، او لسوئه، اننا من غير وزير داخلية منذ حوالي عام، وقد وفر علي ذلك شعور الامتعاض حيال وزير لم يعيّن بعد ليلتحق بطابور طويل من من منتجي عذابات الناس الذين يحبون الحرية.
حتى هاينريش هملر وزير داخلية هتلر كان اكثر هوسا بالقتل واهانة البشر من سيّده، وكان اكثر ولعا بتنفيذ بعض التنكيلات بيديه، ويعدّ ذلك بمثابة تسلية يمارسها في اوقات الفراغ.
ولا اعرف (ولم اسمع عن) رئيس دولة لا يأتي بوزير داخلية اقسى منه، كان صدام حسين يغيّر وزراء داخليته مثلما يغيّر اغطية رأسه(من السدارة الى الغترة) التي تفنن في ضبط مطابقتها للاحوال، ولم يتورع عن اختيار جهلة وامعات لهذا المنصب(سعدون شاكر ووطبان) وكان احدهم (محمود ذياب الاحمد) قد سلم نفسه للقوات الامريكية عندما لم يجد حارسا واحدا يطيعه، ومرة قيل لصدام ان وزير داخليته ينتهك حرمات العائلات فرد بقوله “عفية عليه” وحين بدأ الوزير “يخربط” ويضعف في قسوته طرده صدام بتهمة انتهاك حرمة عائلات عراقية.
اما حبيب العادلي، وزير الداخلية المصري السابق فقد كان اكثر وفاء لمتبوعه حين اعلن ان مبارك بريء “وإذا كان لديكم شيء ضده فانا المسؤول” ثم قال “بعد ذلك فكلانا بريء” وقبل هذا كان نيكولا بامباشي وزير داخلية موسوليني قد خذل سيده وسلم سلاحه للعدو من يدين تقطران دما، وفي تونس كان زين العابدين بن علي وزير الداخلية الجلاد في منتصف ثمانينات القرن الماضي قد انقلب على الرئيس الحبيب بورقيبة فاصبح رئيسا مدى الحياة ثم خنق بلاده بيدين من حرير.
اقول، في خواطري الكثير من النقاط السوداء حيال وزراء الداخلية، ومرة، حين كنت محررا في صحيفة لندنية عقد لقاء لوزراء الداخلية العرب في العاصمة البريطانية، وصادف ان قام اربعة وزراء منهم بزيارة مكتب الجريدة، وصاروا يتنقلون بين اقسامها ويتعرفون على محرريها، وعندما اقتربوا من طاولتي كنت اضحك بصوت لم استطع كبح سخريته، ثم اجتاحتني برودة خشنة حين لامست ايديهم. كانت قبضات سجانين وجلادين. آنذاك، شعرت بالامتنان للفرصة التي جعلتني جالسا على كرسي، حرّا، ووزراء الداخلية يتناوبون للسلام عليّ، فيما كانوا قبل ذلك يجلسون على الكراسي وانا وراء القضبان، او مطلوبا لهم حيثما اكون.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"كان لزبيدة زوجة الرشيد قرد تحبه فكان القادة يدخلون على القرد للتسليم عليه، وممن فعل ذلك يزيد بن مزيد الشيباني الذي شغل منصبا يضاهي وزير الداخلية في ايامنا
"
                                                                  المستطرف


جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

free web counter