| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 1/9/ 2010

 

نداء الرئيس..
لا تقربوا الفتنة

عبد المنعم الاعسم 

نداء الرئيس جلال طالباني الى فرقاء الازمة الوزارية والاعلام العراقي بوجوب الحذر من نتائج خروج الحوارات السياسية عن انضباط المسؤولية الى التصعيد الكلامي المصحوب بالتجريح والتوتير وتبادل الاتهامات ينطلق من مرصد معاينة الخطر الداهم بالعملية السياسية وبمستقبل العراق كله، وذلك في عبارات تفيض بمشاعر واشارات القلق، تعبيرا عن قلق الملايين العراقية المشروع حيال هذا المنحدر، إذ يجري الاستخدام المتعسف لاجواء الحرية والتعددية على نطاق واسع.

وليس من باب تطييب الخواطر أو المجاملات ان يذكـّر مام جلال في ندائه المسؤول بقواعد الحوار الاخوي بين الشركاء في المصير، وباحترام ارادة الناخبين وكل العراقيين الخارجين توا “من اغلال الاستبداد والقهر الفكري والواحدية الحزبية” وحقوقهم على النواب الذين انتخبوهم الى البرلمان، بان لايقفوا متفرجين على هذا المشهد، وان يتحركوا في الاتجاه الذي اقسموا اليمين على المضي فيه: خدمة المواطن وتأمين عيشه وامنه ومستقبله “والاتفاق على اسس ومقومات تشكيل هيئات السلطة للسنوات الأربع القادمة”.

وفي سطور التحذير لفت الرئيس طالباني الى الواجب الاكثر الحاحا بالنسبة لفرقاء الازمة بان يتخلوا عن التخاشن واطلاق التهديدات والتصرف بثقة الناخبين الذين تحدوا المصاعب وصبروا على المضايقات، ودعا السياسيين والاعلاميين “الى تفادي كل ما من شأنه مفاقمة التوتر في البلد، واشاعة مشاعر الجفاء بين أبنائه” والى “ قطع الطريق على المتربصين بالعملية السياسية الجارية، من الإرهابيين وسائر العابثين بأمن البلد، ومنعهم من استغلال ما يحدثه التلكؤ في استكمال الخطوات الدستورية من ثغرات لزعزعة الاستقرار وإشاعة جو البلبلة والفوضى السياسية والحيرة والارتباك” .

والذين يتأملون لوحة التجاذبات السياسية في البلاد، المليئة بالمؤشرات السلبية، والفجوات الخطيرة لابد انهم يعيدوا قراءة نداء مام جلال الذي سجل تجاوزات مقلقة على حدود وقيم واصول الحوار السياسي بين الفرقاء الذين يفترض بانهم حاربوا الدكتاتورية تحت برنامج التغيير وتحقيق العدالة واقامة دولة اتحادية ديمقراطية، إذ يلاحظ “أن الحوارات بين الفرقاء أخذت تخرج أحياناً عن تلك الأطر متعدية إياها إلى التجريح وتبادل الاتهامات” كما اطلق هتاف الانذار من تضاعيف الملاسنات غير المسؤولة ..” فالكلام الجارح يغدو شرراً في البيئة الساخنة التي تمر بها بلادنا، والاتهامات الباطلة من طرف تستدعي ردوداً قاسية من آخر ما يدخلنا في دوامات صراع غير صحي نحن في غنى عنه”.

لقد تابعت الملايين العراقية فصولا مؤسفة وعبثية من الجدالات الضارة والمناورات غير المشروعة ومحاولات اضاعة الوقت وإهدار الجهود واطلاق المعلومات المشوشة وتسريب الرسائل المثيرة للهلع وقد انتهت جميعا الى ما اسماه مام جلال في ندائه “تعكير اجواء ليست صافية اصلا” الامر الذي يهدد بـ” تقويض أو تعطيل العملية السياسية، أو إيقاف وعرقلة المسيرة التفاوضية، ناهيك عن التحريض على العنف أو أي عمل مناف للدستور”.

لا تقربوا الفتنة.. ذلك هو نداء مام جلال، الذي له ما يبرره.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
بئر الفتن لا قعر له"
                     حكمة

 
جريدة( الاتحاد) بغداد

 

free web counter