| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الخميس  19 / 6 / 2014


 

الحل السياسي.. كيف؟

عبد المنعم الاعسم 

يتزايد الكلام عن الحل السياسي لأزمة الموصل والمناطق الغربية، ويتشعب الى سلسلة من التصورات والمطالب تبعا للموقع السياسي الذي تنطلق منه الجهة صاحبة الكلام، وقد دخلت الامم المتحدة على خط البحث، وقيل ان المبعوث الدولي ميلادينوف يتحرك لتشكيل، او لتشجيع تشكيل "مجموعة حكماء مقررين" لجهة وضع الأولويات العاجلة للحل السياسي، بهدف مواجهة الجماعات الارهابية وانهاء وجودها وتجنيب البلاد المزيد من الانشقاقات والتوترات والحروب.

ويأتي كلام الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استبعاد التدخل العسكري الامريكي في الازمة قبل وجود "اتفاق بين الفصائل في العراق" وقوله ان "على القادة العراقيين اتخاذ قرارات صعبة والتوصل لحلول وسط للحفاظ على وحدة بلادهم" بمثابة رسالة امريكية لتحبيذ الحل السياسي، فيما يتناوب معارضون (النجيفي وعلاوي..) ومشايخ ورجال دين من المناطق الغربية على اطلاق نداءات الحل السياسي بديلا عن الحملة العسكرية التي تحاول طرد الجماعات الارهابية المسلحة من الموصل وغيرها.

على الارض سقطت آخر بروفات الحل السياسي الصادرة عن كابينة الحكومة بعنوان "المؤتمر الوطني لعشائر الانبار" حيث تقرر عقده في الخامس عشر من الشهر الجاري، وماتت المحاولة قبل ان تر النور، واللافت انه لم يكن مرحب بها من شركاء المالكي في "التحالف الوطني" ولا من الجماعات السياسية والدينية النافذة في الانبار، وبقيت على الطاولة، بدلا من ذلك، سلسلة من بيانات وتصريحات عن الحل السلمي من جميع الاطراف من دون ترسيم لمحتوى واتجاهات هذا الحل، باستثناء المرور على خيار المصالحة الوطنية مرّ الكرام، كجثة مأسوف على حالها.
/اجتياح الموصل من قبل داعش وحلفائها اضاف تعقيدا جديدا على خيار الحل السياسي، فبدلا من ان يعزز موقف المعارضين من الاحزاب والزعامات "الغربية" الموصوفة بالإعتدال والقريبة من العملية السياسية فقد اضعف مواقفها وحجتها وجعلها في موضع الاتهام بالتواطؤ مع المسلحين الارهابيين، وتقلص نفودها الى ادنى منسوب له مع صعود التطرف وشعارات التجييش ومشاعر الخوف والهلع من اندلاع حرب اهلية ضروس.

الحل السياسي للازمة يتحول الآن الى لغز او تمنيات لا ارضية لها في ظل طبول الحرب، وتمركز تنظيم داعش الذي، أصلا، لا يؤمن بالحوار (حتى مع حليفه زعيم القاعدة ايمن الظواهري فكيف مع اعدائه) وهناك من يؤكد ان حلا سياسيا متاحا فقط حين يتخلى رئيس الوزراء عن منصبه وبدء الحوار مع الجماعات المسلحة (أو بعضها) كطريق لاستعادة الحد الادنى من الثقة بين فرقاء الصراع السياسي، والبعض الآخر يروج للحل السياسي ضمن اعادة بناء تجمع (او تحالف) لجميع الفئات والتكتلات المناهضة للارهاب والجماعات المسلحة خلف الحكومة الحالية مع تعليق مشروع الولاية الثالثة للمالكي.. والبعض الثالث يراهن حرب اهلية وتقسيم البلاد على قاعدة "كلما زاد اوارها تنطفي" والبعض الرابع يتحدث عن وصاية دولية مؤقتة تُبطل الصراع الفئوي على السلطة وتضع العالم امام مسؤولياته لمواجهة الارهاب والتمزق، والبعض الخامس يتطلع الى حل لا يمر من خلال هذه الحول والتشكيلات والزعامات السياسية المتصارعة، بل من الشارع، الذي يطيح بالجميع.

الم نقل ان الحل السياسي للازمة لغزٌ او حزورة؟.

بمن يثق الإنسان فيما نواه؟ ...
ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟
                                                                                  
                                      ابو فراس الحمداني




 

free web counter