| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 19/11/ 2007



جولة مام جلال وافضليات الجغرافيا

عبدالمنعم الاعسم

القراءة الاولى لوقائع "الزيارة العربية" التي يقوم بها الرئيس جلال طالباني تضع امام المراقب جملة من المؤشرات لعل اولها تتمثل في وعي ضرورة تفكيك عزلة العراق عن امتداه العربي ومعالجة "ملف الريب" بين العهد الجديد وبين المجموعة العربية، بما يتضمنه من عناوين معقدة وشائكة ومتداخلة، وكان الرئيس طالباني قد احسن، خلال وجوده في القاهرة، استغلال مناسبة ليست سياسية، هي الدورة الرياضية العربية، من اجل فتح مسارات هادئة على خارطة العلاقات الاقليمية لانعاش حوار، او على وجه الدقة تبادل الرأي، لجهة بناء حسن الظن بين العراق ودول الجامعة العربية.
على طاولة اللقاءات مع الزعماء العرب وضع مام جلال حقائق الحال العراقي بكل التباساته وتناقضاته، من مستقبل القوات الامريكية حتى التهديدات التركية مرورا بعناوين الصراع الداخلي، حتى ان صحفي مصري اعترف ان الذي يلتقي بالرئيس طالباني يجد لديه صورة بالالوان الواقعية للوضع العراقي، كما تعامل بذات الواقعية، مع مشغوليات الراي العام العربي، في لقاءاته بمنافذ الاعلام، وكان واضحا في دلالة دعوته الصحافة المصرية الى "نقل حقائق ما يدور في العراق على حقيقتها بسلبياتها وإيجابياتها". واكثر وضوحا في شرح الموقف من ارث النظام السابق، وبخاصة ما تعلق بالحزب الحاكم سابقا واعضائه ورايه بصدد اجتثاث البعث "فان غالبية البعثيين كانوا مغلوبين على أمرهم، وان النظام السابق كان يهدد ويعدم من يقف ضده، وانهم انضموا على غير رغبتهم للبعث، ويجب التفرقة بين من ارتكب جرما ضد الشعب العراقي ومن لم يرتكب شيئا ضد العراق".
في "ملف الريب" بين العراق وشركائه العرب ثمة الكثير مما يحتاج الى الحكمة والصبر وبعد النظر لمعالجته، وقد وضع الرئيس طالباني مسالك للمضي قدما نحو تصحيح شبكة العلاقات بين الجانبين، وتفكيك الضغائن والمحاذير والمواقف المسبقة، اخذا بالاعتبار ثلاثة حقائق مهمة، الحقيقة الاولى، ان ثمة في العراق من يغذي عمدا فكرة العزلة عن الدول العربية حصرا، ويحض على الهروب من احكام الخارطة الى المجهول، والمبالغة في افتراض وجود نيات عدائية "تاريخية" لدى المجموعة العربية ضد العراق والثانية، وجود ارادات في الجانب العربي، انظمة وهيئات سياسية واعلامية، تمعن في ايذاء العراق، وتتفنن في تحشيد الاغاليط على وطنية العراقيين.
اما الحقيقة الثالثة، فيمكن قراءتها في وقائع جولة الرئيس طالباني العربية، وتتمثل في انحسار اجواء الريب والحساسية، وتراجع شعارات التجييش والانتقام والقطيعة في الجانبين العراقي والعربي، الامر الذي يدعو الى مواصلة هذا الخط الذي يساعد العراق على استعادة موقعه ويعجل بانهاء وجود القوات الاجنبية على اراضيه ويساهم في تعزيز الامن الاقليمي لما فيه منفعة الجميع.
باختصار، مطلوب ان نقرأ جولة الرئيس طالباني العربية من زاوية الحقيقة الجغرافية الثابتة: ليس بمقدور العراق ان يغير الغرافيا، لكن بمقدوره يستعين بافضلياتها.
ـــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــ
"
نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل"
                                    
 برنارد شو


 


 

Counters