| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 19/8/ 2009

 

بغداد - دمشق..
والعبور الى الشراكة

عبد المنعم الاعسم 

زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى سوريا ليست من قبيل الزيارات البروتوكولية التي تتم عادة بعنوان “تبادل الزيارات” بين رؤساء الحكومات على خلفية زيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الى العراق في منتصف نيسان الماضي التي وقفت، وربما اقتصرت، على الملفات التجارية والاقتصادية.
اهمية هذه الزيارة، باختصار، مستمدة من حراجة اللحظة التي وصلت اليها العلاقات بين العراق وسوريا ومن الاهمية الاستثنائية لهذه العلاقات، بما تحتويه من امتدادات في التاريخ الى جانب مصالح متداخلة ومشاكل ومخلفات، وضعتهما، في الكثير من الاحيان، في حالة قطيعة، واحيان اخرى في حالة حرب، واخرى في حالة شراكة، ورابعة في حالة ارتياب وعتاب وتحامل، وقد توفرت الكثير من الفرص لتصويب وترشيد العلاقات بين البلدين غير ان عوامل من خارج ارادة البلدين حالت دون تحقيق خطوات ملموسة بهذا الاتجاه.
وفي كل مرة تهب خلالها عواصف التوتر بين البلدين يلتفت القليل من المعنيين والعقلاء الى حقائق الجغرافيا التي تجمع بين سطوح البلدين والتداخل البشري بين سكانهما، والى التلازم الابدي بين مصالح الدولتين، الامنية والاقتصادية، ولو اُحسن النظر الى هذه الحقائق واُمعن في حلقات القوة والنفع فيها لامكن تجنب تلك الخسارات الفادحة في الثروات والانفس التي اهدرت في مجرى الصراع والتجييش والتزاحم على النفوذ، وفي معارك ومشاريع عادت بالكوارث على الشعبين.
ولعل اخطر ما تركته عقود التوتر والاحتراب وانعدام الثقة ان دخلت العلاقات العراقية السورية في دوامة علاقات (واحلاف) تربط كل بلد ببلدان اخرى، فاصبح تحسين علاقاتهما ينحشر في حلقات لا مخرج منها، وربما هي اكبر من ارادتهما.
ومن زاوية موضوعية، فان نقل العلاقات بين العراق وسوريا الى مسار البناء والشراكة، باعتبارهما قدرا لا مفر منه، لا يتم بالتعبير عن النيات الطيبة، ولا بتبسيط المشكلات والملفات العالقة، ولا –طبعا- بالتوقيع على اتفاقيات وبيانات مشتركة، بل -وقبل كل شيء- بالبحث عن فضاء جديد تشيّد فيه علاقات جديدة متكافئة لها خصوصية العبور من فوق اختلافات النظم السياسية وفلسفاتها وارتباطاتها، وهذا يعني-في المقام الاول- بناء الارادة العقلانية الموصوله بالتزام حقيقة ان امن أي طرف منهما يشكل حلقة اساسية من امن الطرف الآخر، وان التطور والاستقرارالاقتصادي لاي منهما يعود بالفائدة على الاخر.
العلاقات العراقية السورية تقف الآن على عتبة جسر، والعبور الى ضفاف الشراكة ليس سهلا، كما انه ليس مستحيلا، ثمة عناصر معيقة، واخرى مشجعة، بل ان ثمة لاعبين في المشهد (بعناوين كثيرة) لا ينظرون بارتياح الى محاولات تفكيك الاحتقان بين البلدين، وثمة على هذا الجسر افاعي القت بها عواصف الماضي، وعليه شعارات اكل الدهر عليها وشرب.ـ
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
 كلما كبرت العوائق كلما عظم المجد المترتب على تجاوزها "
                                                           موليير











 

free web counter