| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 18/5/ 2007

 

 

وصي جديد على العراق


عبد المنعم الاعسم

اعطى حزب العمل الاسلامي في الاردن (الاخوان المسلمون) لنفسه، مشكورا، حقوق الوصاية على الشعب العراقي، القاصر، حتى يشب عن الطوق، ويستغني عن القماط وقنينة الحليب، ويصبح بمقدوره النطق السليم بالكلمات دون ان يلثغ بها، ويمشي مسافة امتار من دون حجلة او توكئة، وقد احسن وعاظ الحزب ومنهم، النائب محمد البزور، إزجاء النصائح الابوية للعراقيين، كي لا يرتكبوا المحذور، ولا يأتوا الكبائر، ولا يزلوا عن الطريق السليم، ولا يتخذوا موقفا يندمون عليه، واستخدم الرجل بذلك ارقّ ما يستخدمه الوالد الحنون ازاء ابن له قليل العقل، سقيم العود، عليل القوام، لكن دون ان يدلعه، او يشجعه على مطاولة الرجال، او مجالسة الشيوخ، او اطلاق عبارات اكبر من عمره.
ومن مهازل القدر ان البزوز الذي تعلم من العراقيين علم الصيدلة وتخرج في كليتهم قبل ثلاثين سنة، وتهجأ السياسة، صبيا، من مجالسهم وحلقاتهم قبل ان يغير عليها رجال امن صدام حسين، واخذ الثقافة من مقاهيهم ومنتدياتهم قبل ان يجتاحها عدي، و تعلم اصول الادب ولوازم الاخلاق والفضيلة من اصول ولوازم وفضائل عائلاتهم قبل ان تهب على البلاد عواصف الغبار والحروب والهمجية.. اقول ان هذا البزوز نفسه يعلن الى العراقيين من عمان، انه اخذ الوصاية عليهم، وصار يعرف ما ينفعهم وما يضرهم، فهو قد قرأ القران على افضل ما تكون القراءة، وعرف السيرة على احسن ما تكون المعرفة، واجاد التفسير والتأويل على ارقى ما تكون الجودة، اما في السياسة، فلا يُشقّ له غبار، ولا يباريه احد في ساحاتها، كيف لا وهو صاحب الفضل في اكتشاف انجع الطرق لالحاق الهزيمة بالولايات المتحدة واوربا وانظمة الحكم في الشرق الاوسط وباساطيل العالم مجتمعة، واقصر الطرق الى استعادة الاندلس في خمس دقائق، وتحرير العراق في لمح البصر.
البزوز، باختصار، نصح، في بيان مكتوب، اولاده القاصرين البالغ عددهم 27 مليون عراقي، ان لا ينخرطوا في العملية السياسية، ولا يجنحوا للسلم، ولا يتمثلوا نخوات المصالحة والاخوة، فالعملية الحربية، لا السياسية، اسلم لهم، ودوامة التفجيرات انفع لحياتهم، والنزوح بالملايين افضل لمستقبلهم، فهم، إذ يختارون السلام، لا يعرفون مصلحتهم جيدا افضل من البزوز، ولا يبصرون كفاية ابعد مما يبصره البزوز، ولا يقدّرون جيدا ما تخفيه اجنحة السلام لهم من مصائب، وما تضمره لهم ايام الهدوء من كوارث، كما يقدر ذلك البزوز، فالرجل عجن الحياة وخبزها، وعرف بواطنها وظواهرها، فيما العراقيون جهلة، اميون، مغلوبون على امرهم ، لا تزال الكلمات المعسولة تطربهم، ودعوات الخير تغريهم، ونزعة السلام تأسرهم، وخواطر المصالحة والمحبة تخدعهم، وفي هذه الترهات مقتلهم ونهايتهم.
والبزوز، عضو في البرلمان الاردني، ومسؤول العلاقات الخارجية لدى الاخوان المسلمين الاردنيين، وهذا يعني انه يعرف اكثر من العراقيين الذين، يعيشون في غيبوبة، اين يقع العراق على الخارطة، ويعني، ايضا، ان حق الوصاية وفضيلة المعارف تسمحان له ان يتعامل مع هذا العراق كقرية من قرى بلدة اربد التي انتخبته عنها نائبا، وان يعتبر مصيره، شانا من شؤون دائرته قانونا، ومستقبله من بعض مستقبل اولاده شرعا، ولن نستغرب اذا ما اصدر النائب البزوز يوما بيانا يتبرع فيه بالعراق ليكون ملكا مشاعا لشيوخ دولة طاليبان طالما لم يقوَ عوده، وبالعراقيين ليكونوا حملة سجاجيد لزعماء الاخوان المسلمين طالما لم يبلغوا بعد سن الرشد.. ولم يبصقوا في وجه البزوز.
ـــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــ

" الأفكار العدوانية في الذهن، كالورم في الجسم، يجب بترها " .
                                                                              أبيكتيتوس- الفيلسوف