| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأحد 18/3/ 2007

 

 

ماذا وراء هذا الموقف؟


عبدالمنعم الاعسم

تحتاج كتلة التوافق البرلمانية، كما يبدو، الى اسابيع واشهر عدة لتعبّر عن رفضها لاعلان (مجلس شورى المجاهدين) قيام دولة العراق الاسلامية الطاليبانية، ثم تحتاج الى مزيد من الاشهر، والى انهار اضافية من الدماء، والمزيد من قطع الرؤوس، وحفلات الترويع والسيارات المفخخة المسجلة باسم هذه الدولة ورئيسها عبدالله رشيد (ابو عمر البغدادي) لكي تضع هذا الرفض موضع التطبيق
فالقضية، لنعترف، تحتاج الى مزيد من الدراسة، والى فيض من المعلومات، والكثير الكثير من الضحايا العراقيين بينهم العشرات من المقربين من التوافق واحزابها حصرا، واحسب ان المعلومات، وقل الشائعات، عن تبادل السفراء بين دولة العراق الاسلامية ودولة قطر، ربما كانت وراء حكاية هذه العجلة بالرفض على لسان الناطق باسم هذه الكتلة، اخيرا، وربما يعود خروج التوافق عن الصمت الى انباء انهيار الدولة بعد ان خوضت ببحر من الدماء والخلافات وقرب القبض على اميرها.. المهم ان رفض التوافق لدولة القاعدة في العراق جاء في 15 من اذار عام 2007 فيما الدولة التي نتحدث عنها اعلنت في 15 من كانون الثاني 2006.. وبين التاريخين اربعة عشر شهرا، كما ترون.
ثمة هنا استدراكان مهمان، الاول، هو ان الحزب الاسلامي، احد اركان كتلة التوافق كان قد انتقد قيام هذه الدولة الجاهلية بعد اسبوع من اعلانها، وان هيئة علماء المسلمين اعتبرت قرار اقامة دولة اسلامية في العراق آنذاك "جاء مستعجلا" وكأن هذا الاعلان من اختصاصها، ثم كفت مرجعيات التوافق عن متابعة الاسئلة التي نشأت من حول هذا المشروع الذي لا يخفي اصحابه علاقته بالمشروع الارهابي العالمي لشبكة القاعدة وقيادة بن لادن- الظواهري، في وقت علم على نطاق واسع (ونشر في الاعلام) ان ماكنة دولة العراق الاسلامية الدموية ثرمت، من دون رحمة، بالاضافة الى عشرات الالوف من ارواح المدنيين العراقيين، رقاب واجساد شخصيات سياسية وعشائرية وعسكرية قريبة لكتلة التوافق وهيئة علماء المسلمين، وكذلك لجماعات مسلحة محلية، ويشار هنا الى اغتيال اللواء وجيه براق واغتيال الشيخ احمد مفرج واختطاف الشيخ ناجي جبارة من تكريت، واختطاف وذبح نامس خضير علي احد قادة الجماعات المسلحة في الحويجة، ومحاصرة عشائر وفرض اتاوات في مناطق نفوذ كتلة التوافق وسلسلة من الاغتيالات والاختطافات بحق موالين للكتلة بينهم علماء دين في مدينة الانبار والموصل واطراف بغداد.
والاستدراك الثاني يتمثل في موقف عدد من سياسيي واعضاء كتلة التوافق، الحيادي، وغير المفهوم، من الحملة التي تنخرط فيها عشائر من الانبار، وهي واحدة من اهم مناطق نفوذ التوافق، ضد جيوب دولة العراق الاسلامية في المنطقة، بل ان تصريحات منسوبة الى القيادي في الكتلة الشيخ خلف عليان هاجمت تلك العشائر وتشككت في جدوى مطاردة المقاتلين الاجانب في الانبار، واعتبرتها مسرحية او كذبة حكومية، ولعل المحلل الموضوعي لا يجد تفسيرا لهذه المواقف غير انها تعبر عن انسجام بعض خطوط كتلة التوافق(اقول: بعض) مع مشروع قيام دولة كهفية في العراق على يد القاعدة، او انها تعبر- إذا ما شئنا التعامل بحسن الظن ازاء هذا الموقف- عن محاولة قيادة التوافق الابقاء على شعرة معاوية مع هذا المشروع من ضمن لعبة حساب الارصدة وتوازن القوى ومقايضة المواقف بالحصص، ويذهب نائب عراقي مستقل الى القول ان "الاخوة في التوافق" كانوا مستعدين لموقف اكثر صرامة من دولة القاعدة في العراق لو ان"الاخوة في الائتلاف " تساهلوا في محاصصات سلطة القرار، انذاك سيضطر "الاخوة في هيئة علماء المسلمين" الى تعديل زاوية موقفهم من هذه الدولة.. والقضية تدور، في نهاية المطاف، بين اخوة واخوة.. وآخ من لساني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
" الخائف يحارب عندما لا يسعه الفرار".
                                                شكسبير