| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الخميس 18/10/ 2007



جدال عراقي كوميدي

عبدالمنعم الاعسم

حدث لي في القاهرة، ما حدث في لندن قبل ثلاثة اعوام ونيف وكتبت عنه آنذاك: ثمة بعض العراقيين يسألك وقبل ان تجيب يرد على جوابك الذي لم تقله.. وهذا ما حدث:
همس احدهم في اذني متسائلا: ماهي برأيك خلفيات توصية الكونغرس الامريكي؟ اقصد ماذا وراء هذه المبادرة من نيات وخطط واستراتيجيات؟ وقبل ان اجيبه عن سؤاله الوجيه بما يسمح من اجتهاد الرأي، أمطرني بالسؤال الاخر الاكثر وجاهة، قائلا: وما علاقة الانسحاب البريطاني المفاجئ بهذه التوصية؟.
وفيما بدأت اعد نفسي للاجابة، فاجأني صاحبي بالقول: هل تسمح؟ قلت: نعم..قال: اني اختلف معك..قلت: لكني لم أقل شيئا لكي تختلف معي؟ قال: اعرف ماذا كنت ستقول..قلت: وكيف عرفت؟ قال: من قسمات وجهك، عرفت بأنك ستقول ان القضية برمتها لا تستحق التعليق، ولهذا فأنا أرى العكس..قلت: هل تسمح لي؟ قال: نعم، اسمح لك طبعا، لكن بعد ان اعرض رأيي، قلت: لكن رأيك سيكون ردا على رأيي الذي لم اعرضه..قال: لا يهم ..انظر.. ان التوصية هي خطة امريكية نائمة منذ 1917 عام وعد بلفور لاقامة وطن قومي لليهود وتستهدف شرذمة دول النفط العربية للهيمنة عليها..قلت: لكن..قال: بلا لكن، بلا بطيخ، فقد انكشفت اللعبة، وهناك اكثر من طرف اقليمي ينخرط في هذه المؤامرة، ولا يستبعد ان تكون ايران وتركيا والحبشة والباكستان متورطة فيها.
شعرت ان الرجل يهرس المعلومات بسرعة فائقة، بحيث يتعذر اللحاق به، بل وشعرت اني الهث ولا قبل لي بالتقاط الانفاس والامساك بأطراف الحديث الذي صار مناقشة من طرف واحد، فأستجبت لمشيئته، وصرت في حال استسلام امام قذائفه الصاروخية..قال: نحن لا نعتب على الامريكان، فهم يريدون ان يخرجوا من العراق بعد ان يحلبوه ويفتتوه حتى يسهل اخضاعه، بل عتبنا على العرب الذين يمررون المشروع عن طيب خاطر. قلت: هل تسمح؟ قال: نعم، سأسمح لك، لكن عليك ان تتركني أكمل بقية وجهة نظري.. قلت: انك، أوردت اشياء كثيرة موضع رد وبدل، واعتقد..(قاطعني) بالقول: لا تعتقد، ارجوك، ولا تتعب نفسك، ان القضية ليست هامشية..القضية مفصلية، بل وبنيوية، فنحن حين نكتب فإننا نمثل شعبنا بأكمله..قلت: على مهلك.. قال: لا، إن القضية..قلت :اسمح لي، قال: سأسمح لك، لكن دعني أوضح..قلت: انك نسيت بأن..هتف قائلا: ها..ألم اقل لك ان لدي بقية من الاراء.. قلت، وقد رفعت صوتي قليلا: انك تريد ان تقول..(قاطعني) وقد رفع صوته أكثر: انك تريد ان تؤكد بأنه ما دام الموضوع في إطار الاختلاف وإبداء الرأي وعدم استخدام التهديد والاكراه فأنه لا ينبغي أخذه مأخذ حرب.
وقبل ان يسمع ذلك الصديق ما كنت سأقوله شد على يدي، ومضى.
ــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد
 


 

Counters