| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الجمعة 18/11/ 2011

 

الى انظار..
رئيس مجلس النواب

عبد المنعم الاعسم 

يا صاحب الفخامة، والمسؤول المباشر عن موضوع هذه الرسالة التي تنطلق من الحرص لا من التأليب.
اشكوك البعض الكثير من زملائك الذين ضيعوا حلم تمثيلنا، وفرص تأسيس خيمة نتباهى بها، واختزلوا وظيفة النائب الى بروفات اعلامية هابطة المستوى والضرورة والحاجة والاقناع.
فان تصريحات ومؤتمرات وندوات بعض (اقول بعض) اعضاء مجلس النواب بلغت من الفوضى والتضارب وانعدام الانضباط والتلاعب بالمعلومات والحقائق واستباق التحقيق وكلمة العدالة من الاستطراد والعبث بحيث لم يبق مجال لارجاء السؤال التالي الملح الذي اضعه بين ايديكم: هل ان مسؤولية النواب تنحصر في الظهور على الشاشات الملونة وعلى واجهات الصحف والمواقع، وخلف منصات المؤتمرات الصحفية، ومهاجمة بعضهم البعض؟ ام هي الانصراف الى قضايا التشريع والمراقبة وتصويب السياسات من خلال قبة البرلمان، وعبر وسائل البحث والتقصي وإمعان النظر والفكر والعمل الجمعي المنتج؟.
ولو ان الامر بقي في حدود هوس الظهور الاعلامي، لأمكن قبوله، او السكوت عليه، او القائه على عاتق التجربة النيابية الناشئة، او تبريره بضعف الثقافة البرلمانية، لكن الحال تجاوز ذلك الى استعراض اللياقة الخطابية، والتسابق على الخطب واطلاق الفضائح، والى تحشيد الاخبار والشائعات والمعلومات التي ما انزل الله بها من سلطان، والى التلاعب بالاسرار، ولي اعناق الحقائق، بل ان بعض النواب صاروا يخاطبون رؤساء الدول الاخرى، ويقترحون عليهم سياسات، ويقدمون لهم النصائح التي تعوزها سلامة النية، وينقصها ادب المخاطبة، والبعض الاخر لا يفهم من المسؤولية الرقابية غير التشهير وتأليب الجمهور على هذا المسؤول او ذاك، او تبييض صفحة هذا السياسي او ذاك، والبعض الثالث، صار مقاولا لبعض الفضائيات، او شتاما تحت الطلب، والبعض الخامس أدمن اقتناص الزلات والعثرات وانصاف الفضائح لكي يفتعل معركة (او ام معارك) لا تنفع صديق، ولا تضر عدو.
ويمكننا، يا رئيس المجلس، تمرير كل هذا الغث من المسلكيات لو ان هؤلاء النواب قاموا على الوجه السليم، بما يفترض، دستوريا، وهو الدفاع عن مصالح الذين صوتوا لهم واختاروهم لمتابعة احتياجاتهم ومعاناتهم ومتطلبات عيشهم وامنهم، وتحسينها، فان هذه المفردات، كما يبدو، آخر ما تثير اهتمام هؤلاء النواب الذين يعتقدون انهم انتخبوا ليكونوا معلقين على الاخبار في الفضائيات، وان المطلوب منهم لا يعدوا عن الظهور على واجهات الاعلام، والمصيبة، انهم لم يحسنوا الظهور ولم ينجحوا في تقديم الافكار، وان البعض منهم، لشديد الاسف، يكشفون عن جهل بالوقائع او عجالة في تقديم المعطيات، ويقعون احيانا في تناقض الارقام او في شرك المعلومات الكيدية والمضللة والمدسوسة، فضلا عن عيوب اللغة التي يتخبطون بها، وانعدام احترام الذوق العام الذي يزاولونه من غير رادع.
في النتيجة، ياصاحب الفخامة، كان على هؤلاء النواب التوجه، بدلا من ذلك العبث، الى البلدات والحارات والمزدحمات التي انتخبتهم للتعرف على مشكلات الملايين ومكابداتهم، فان الساحة والاقنية الاعلامية مليئة بالمعلقين على الاخبار، ولا حاجة لأن نضيف لهم معلقين جدد، من الدرجة الثانية.. ومحللين من الدرجة العاشرة.

“الطريقة الوحيدة كي تتأكد ممن تتفق معهم هي أن تؤيد حقوق الناس ممن لا تتفق معهم”.
                                                                                                                اليانور هولمز نورتون


جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

 

free web counter