| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               السبت 18/2/ 2012

 

جملة مفيدة

سياسة..
وراء انتشار المخدرات

عبد المنعم الاعسم

 لا اعني، فقط، ان ثمة جهات اقليمية ودولية تتولى، على نحو مباشر او غير مباشر، تسهيل ترويج المخدرات الى العراق فان الخلفيات السياسية لانتشار هذه السموم في العراق تتجاوز مسؤولية الدول المجاورة الى ما هو اخطر حين تتجه اصابع اليد الى تنظيمات سياسية، وشبه سياسية، تقوم بحماية زراعة المخدرات وتأمين انتشارها وتهريبها، وليس من قبيل الاسرار القول بان لبعض هذه التنظيمات نفوذ في مرافق الدولة، وان الاموال الطائلة المتحصلة من تجارة المخدرات تسمح بشراء سكوت مسؤولين في اجهزة المكافحة والادارة والرقابة.. وكل هذه الحقائق تدور في مطبخ السياسة وفي ماكنة الصراعات على السلطة، وفي الشبكة المعقدة التي تربط هذه الصراعات بعواصم المنطقة .

 من جهة أخرى، لا موجب للاستغراب حيال انتشار المخدرات في العراق، ولا موجب للتوقف كثيرا عند آخر المعلومات التي اطلقتها وحدة الابحاث الدولية بجامعة كربلاء قبل حوالي ثلاثة اشهر من ان العراق "بات يتحول تدريجيا إلى بلد مستهلك ومنتج للنخدرات" وان الجهات المحكومية "اكتشفت العديد من المزارع الخاصة بالمخدرات خلال السنوات الماضية في محافظات عديدة" فان سوق هذه السموم يزدهر في الدول التي تشهد اضطرابات امنية وسياسية ودينية، وان زراعتها تنتشر في ظروف تتسم بالاستقطابات وضعف فعالية السلطة ووجود كانتونات موازية (عشائر) تفرض سلطتها شبه المستقلة على مناطق صالحة لزراعة المخدرات.

 ويدخل في هذا التأشير السياسي لانتشار المخدرات ما نُقل عن مسؤول عسكري حديثه عن "استشراء ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة بين العناصر الامنية اثناء تأدية الواجبات المناطة بهم في نقاط التفتيش او مواقع المرابطة فضلا على تواجدهم في الثكنات" الامر الذي يفسر كثرة اختراق الحلقات الامنية الحساسة من قبل الجماعات المسلحة، بل ان الباحث المعروف في الشؤون النفسية الدكتور قاسم صالح حسين اكد بهذا الصدد  قوله "ان انقطاع التمويل المالي عن الجماعات الإرهابية أدى إلى توجهها إلى زراعة أشهر نبتة مخدرات (الداتواره) في مناطق من محافظة ديالى" وفي التفاصيل سنعرف بان مافيات المتاجرة بالمخدرات، واكثرها مرتبط باقطاب سياسيين تعمل على تحويل طريق الحرير القادم من آسيا عبر العراق ممرا للمتاجرة بالمخدرات.

 هنا تتكامل دائرة الخلفيات السياسية لانتشار المخدرات في العراق، وستكون اكثر وضوحا، كلما اقتربنا من موعد الانتخابات.

 فمن الذي سيمنعها من التصويت؟.


العيون الضعيفة أكثر مَن يحب الأشياء اللامعة”.
                                                توماس كارليل

 

 

free web counter