| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الأحد 18/12/ 2011

 

لـَيّ أيدي.. أم انقلاب؟

عبد المنعم الاعسم

العنوان العريض لأزمة العلاقة بين كابينة رئيس الوزراء والقائمة العراقية، وبصرف النظر عن تفاصيل الاتهامات والاتهامات المضادة بينهما، يـُقرأ على النحو التالي: نار في ثياب العملية السياسية.
في التفاصيل، معروف للجميع ان الازمة بين الجانبين بدأت، في طورها الجديد، غداة اعلان نتائج الانتخابات النيابية في آذار من العام الماضي، وأثر العملية القيصرية التي تمخضت عن تشكيل اغلبية نيابية حسمت الجدل حول الجهة التي تتولى تشكيل الوزارة، ثم تداعيات إشغال الحقائب الامنية، ودوامة مجلس السياسات، وتفاهمات اربيل، وبعدها حملة الاعتقالات ضد انصار النظام السابق والبعثيين والبعض من المحسوبين على القائمة العراقية، واخيرا قضية الاقاليم، وكل ذلك على خلفية حشوة من التجاذبات والاتهامات والتقاذف بالمسؤولية بصدد الملف الامني والتفجيرات والنشاطات المسلحة طالعنا فصولها في يوميات الاحداث طوال عشرين شهرا من عمر التوافقات الهشة بين اطراف العملية السياسية.
وشاء هذا الاستطراد في الصراع الذي سُجل على العلاقة المتوترة بين ائتلافي دولة القانون والعراقية، او على نحو ادق، بين رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم العراقية اياد علاوي، ان يتحدد في نهاية الامر في اتهامين يتبادلهما الطرفان الشريكان في الوزارة، فان دولة القانون تشكو من تصرف العراقية ككتلة معارضة وكغطاء للانشطة الارهابية وتحركات فلول البعث والتنسيق مع دول مجاورة، فيما تتهم العراقية معسكر المالكي بممارسة سياسة التهميش ضدها والتراجع عن التفاهمات والتعهدات السابقة والاستفراد في القرارات المصيرية واقامة حكم فردي والخضوع الى املاءات دولة مجاورة، وبين هذين الاتهامين، ظهر للمحلل الموضوعي ان طابع الازمة من النوع الذي خرج عن الانضباط وان الحلول الوسط فقدت الفرصة والارضية، ليس بسبب كثرة العناصر والالغام والملفات المطروحة بل وايضا بسبب سقوط الامل باستعادة الثقة بين الطرفين.
وبمعنى ما، فان قرار التصعيد من قبل العراقية بوضع العملية السياسية على فوهة زلزال، مسبوق بتصعيد مخطط له من الطرف الاخر يستعجل ازاحة العراقية من المعادلة بعد ان نأت بنفسها عن هامش الشراكة المتاح لها في السلطة التنفيذية. اما من هو على حق في موقفه، ومن هو الملوم عن دحرجة الوضع الى نقطة التوتر والقطيعة، فان بصمات الاحداث والوقائع تقدم للمحلل مؤشرات عن وجود حافات طائفية و”خطوط تطرف” وانانيات سياسية واوهام اقتدار في المعسكرين تدفع الى مواجهة بين الطرفين والعودة الى مربع الصراع الطائفي، تبدأ من محاولة جس النبض لردود الافعال، وتنتقل الى لـَيّ الايدي، ولا مانع لها، في نهاية المطاف، من الانقلاب على الوضع.
يبقى السؤال التفصيلي واردا عما اذا كانت هذه الزوبعة صممت لتكون لي ايدي للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد الانسحاب: الأمن والخدمات وفرص العمل وكبح الفساد، ام انها انقلاب استباقي يؤثث الطريق الى انتخابات لا تكرر نفسها.
الى ذلك فان ثمة اسئلة تفصيلية اخرى بشأن عواقب ما يجري.. وللعواقب أحكام وعقوبات.

“المتفائل، شخص يسقط من أعلى برج، ويردد القول قبل ان يرتطم بالارض: أنا لم أصب بعد”.
                                                                                                                   حكمة مترجمة


جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

 

free web counter