| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm13mm@live.com

 

 

 

الأثنين 17/11/ 2008



البيانات الامنية الرسمية..
واللامصداقية

عبدالمنعم الاعسم

ليس ذنبنا أن لا نصدق البيانات والتصريحات الرسمية عن القبض على مشتبه بهم من القيادات الارهابية لاننا لا نتعرف على سيرتهم ونشاطهم وكيف اصبحوا قتلة بامتياز، كما لا نرى وجه اولئك المقبوض عليهم على الشاشات، ولم نسمع اصواتهم عبرها، في حين يظهرون ذاتهم، او وكلاء لهم، في كل ساعة.، بحرية تامة ، من على اقنية الشبكة العنكبوتية وهم يتوعدون الشعب بالعقاب والقتل، ويتفننون في عرض عضلاتهم ورسائلهم المفخخة.
وليس الذنب ذنبنا ان لا نصدق التصريحات والبيانات الرسمية حول العثور على اسلحة وذخائر في مخابئ للارهابيين، لاننا، في الواقع، لم نر تلك الاسلحة والذخائر التي جرى العثور عليها ولا كيف تم الوصول اليها ولا أين تحقق ذلك على الارض، مقابل اننا نشاهد يوميا فضلة من الملثمين البرابرة يلوحون باسلحتهم من على بعض الفضائيات وهم يستعرضون عضلاتهم ويتوعدون بالمزيد..
والامر كله يتعلق في ما يسميه الاعلام المدرسي بالمصداقية التي اضاعتها - وليس الذنب ذنبنا في ذلك - البيانات والتصريحات الرسمية منذ زمن بعيد، ومن زاوية يبدو بان الجهات المسؤولة التي تحجب هذه المعلومات عن الشعب لا تعنيها المصداقية ولا اشاعة مناخ الثقة مع المواطن، وطوال سنوات خمس كان التفسير الشائع لطي الوعود التي سمعناها، اكثر من مئة مرة، عن قرب تبصير الشعب بالحقائق هو ان التصرف في تلك المعلومات خارج يد الهيئات الرسمية، وقد عللت الجهات الامنية العراقية ذلك علنا انها بيد القوات الاجنبية التي لا تعنيها المصداقية ولا سمعة البيانات والتصريحات الرسمية ولا تطمين الشعب الى ان النزيف اليومي من الدم له ما يوازي من الاحترام.
هذا بالاضافة الى اضطراب الاعلام الرسمي وتقاذف الاتهامات بالتقصير وتضارب التصريحات والتفسيرات والتعليقات بين هذا المسؤول أو ذاك، وبالاضافة، ايضا، الى ضعف الخامة الاعلامية الحكومية وسقم اللغة التي تتمدد عليها، والبناءات التي تقدم فيها، والى هشاشة عنصر الاقناع في الكثير من المطالعات والتعقيبات الرسمية خلال ملاحقة الاحداث، والى اقتصار التعاطي مع الاحداث على عنصر الدفاع الباهت عن النفس.. دفاع المستضعف العاجز الذي لا حول له ولا قوة.
ولعل التعبير الاكثر وضوحا عن ضعف الجاهزية الاعلامية الرسمية هو غياب ما يسمى بالمصدر الموثوق، حيث يسقط بعض المتحدثين الرسميين الى الاعلام في محذور (رد الفعل) والانسياق الى لغة التهديد الصوتية والتخفي وراء العموميات، الامر الذي تريده الاقنية العربية(وهي الان في طور الهجوم) وتستثمره لتدمير مصداقية المطالعة الرسمية وسط زخم كبير من المهاجمين ، ومن مختلف العواصم، ليبدو الاعلام الرسمي في حالة من اللهاث والاعياء والعزلة في نهاية المطاف.
اقول،ليس الذنب ذنبنا ان لا نصدقكم ايها الاخوة اصحاب التصريحات والبيانات الرسمية، فانتم بحاجة الى تملي هذه العلة ومآل الحال، قبل ان نضع كومة من القطن في آذاننا حين تطلون علينا من الشاشات الملونة، وهو فصل المقال.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
عندما تصبح كل الايام متشابهة فمعنى ذلك ان الناس كفوا عن ان يلحظوا الاشياء الطيبة”
                                                                              باولو لويلهم - روائي برازيلي


جريدة (الاتحاد) بغداد
 

free web counter