| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 17/7/ 2007

 



جملة مفيدة

منجمون بلا حدود
 

عبدالمنعم الاعسم

/ كثير من رجال السياسة العراقيين وصلوا لندن هذين الاسبوعين، كانت انطباعاتهم متشابهة الى حد بعيد حيال ما يجري في العراق على الرغم من انهم من مدارس سياسية وايديولوجية مختلفة، وخلاصة هذا الانطباع هي ان الوضع ماض من سئ الى اسوأ، وان خيط الضوء يختنق في النفق الطويل، وان جميع فرقاء الازمة يتقاسمون المسؤولية عن هذا المآل، وإنْ على نحو متفاوت، وهناك، بالاضافة الى المسؤولية والمسؤولين، قوى ادمنت الاجرام وتفننت في ارتكابه.
/ حسنا، ليس في هذا من جديد، ولا غريب، فهو معروف لمن يعرف القراءة والكتابة، وواضح لمن يبصر ويسمع، لكن الشئ اللافت يتمثل في انغلاق همّة قراءة المستقبل والتنبؤ به، وحين يكف ابناء المرحلة عن الانشغال في لعبة التوقعات-يقول روجيه غارودي-فانهم يخلون الصالة الى لعبة الصدف.. الى المجهول، وهي احط مرحلة يمكن ان تنقذف لها امة من الامم، وشعب من الشعوب.
/ والحق، ان المتابع لتصريحات اطراف الازمة من امريكان وعراقيين وجيران، ولعناوين الاحداث اليومية في العراق، وما يجري في المحافل السياسية، قد يكون بأمس الحاجة الى منجم، او فريق من المنجمين، للكشف عن حلقات اللعبة واتجاهاتها وخفاياها، والتنبؤ في طالع الاحداث وفي شكل الايام المقبلة، وفي بالنا تلك التجربة التي ارساها في بريطانيا منجم شهير اسمه ريتشارد موريسون بتأسيس ناد للمنجمين يصدر مجلة مهمة تعني بالتنجيم وتوظفه في التنبؤ بمصائر الشعوب، وكانت لا تتورع عن نشر نتائج تنبؤاتها من مثل "ان سيف الموت المريع يتقدم نحو هذا الشعب" او "آه، ايها الصينيون، ودّعونا قبل ان تنقرضوا" او من مثل "انهم كذبونا حين قلنا قبل خمسين سنة ان الانسان سيغزو الفضاء، وان الناتو سينتصر على وارشو من دون حرب".
/ إذن، فنحن نتجه الى حقل تجارب لعقار جديد اسمه مضاد التنجيم بعد ان عجز مضاد العلم عن علاجنا، وبعد ان اخفق المعنيون بالامر في التنبؤ السليم بما سيحدث لنا، اخذا بالاعتبار ان التنجيم "هو اطول مرض اصاب المنطق" كما كان يقول العالم الفلكي بيللي قبل اكثر من مئتي عام، وقد اثبت آنذاك بان النجامة لم تستطع مجاراة واستيعاب الاكتشافات العلمية التي صارت تتيح للباحثين امكانية قراءة الميتقبل وبناء التوقعات العلمية للاحداث والتحولات ابيئية والاجتماعية والسياسية على حد سواء.
/ ولحسن حظنا ان منجمي القرن العشرين الذين نحتاجهم اكتشفوا في الكذب "المصفط" علاجا للكثير من الشعوب المغلوب على امرها، فصاروا يروجون بضاعتهم الكاسدة في اسوق تعاني من الاضطرابات والحروب، وبدأوا يراجعون، او يحسّنون الاغاليط التي فضحها العلم عن ابراج النجوم التي لا وجود لها في الواقع، ويتحدثون عن امواج كهرومغناطيسية تؤثر في ارادات البشر، والاعجب في هذا السياق، ان المنجمين المعاصرين اتقنوا فنون العرض التجاري لمهازلهم، وقد ظهر احدهم في قطر ليعلن من على الشاشة الملونة ان شخصا اسمه مشعان الجبوري سيكون له شأن في العراق.
ـــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــ
" لا احب السياسية .. انها تجلب لي الغثيان ".
                                                 وديع الصافي