| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الخميس 17/5/ 2012

 

اين فشلت تجربة "الشراكة" في الحكم؟

عبد المنعم الاعسم

احسب ان الحلقة الرئيسية لحل الازمة السياسية تتمثل في اعادة بناء “حكومة الشراكة” على وفق تجربة عامين ونيف من الصراعات والتوافقات والاحداث، إذ افرزت جملة من الحقائق يمكن الاشارة الى ابرزها:

* ان ادارة الحكومة وكابينة قيادتها انعزلت تماما عن غالبية مكونات الشراكة، بمن فيها داخل تحالف الاكثرية، وقامت بالتفاف من حول التعهدات والاتفاقات المعلنة وخاضت طوال هذه الفترة “معارك” مع جميع تلك المكونات، وفي اوقات مختلفة، كانت هي تضع بعض توقيتاتها وبعض ميادينها.

* بروز نزعة “الحزب الحاكم” وتوسيع هيمنته على مفاصل حكومية وامنية ومالية واعلامية، ومحاولات استخدام مجسات وامكانات السلطة في تكوين هياكل وتجمعات معدّة لحسابات النفوذ والانتخابات المقبلة.

* استقواء بعض مكونات الشراكة السياسية بالدول المجاورة في صراعاتها مع الحكومة، وزاد ذلك في تعقيد الازمة، الامر الذي شجع دولا اخرى على التمدد السياسي والامني في خواصر المشهد العراقي القائم.

* تورط فئات وزعامات محسوبة على العملية السياسية في انشطة امنية ميليشياتية وارهابية وفي اعمال اغتيال وتفجير وضرب مفاصل الاستقرار.

* دخول جميع مكونات الشراكة، وإن بنسب متفاوتة، في سباق التصعيد والاثارة وكسر العظم واثارة الريبة بنيات الاخرين ورفع سقوف الشعارات والمطالب والاجندات، واطلاق حملات التشهير الشخصي، مما اضر بالجميع واساء الى سمعة العملية السياسية معا.

* سقوط هيبة الدولة على يد المسؤولين الحكوميين والكثير من النواب وبعض الاقنية الاعلامية النافذة، وزاد ذلك استشراء الفساد الذي وجد مناصرين له وحماة من اركان الحكم ومن معارضيه على حد سواء.

* فشل جميع السيناريوهات لتصويب مسار الشراكة في الحكم، مثل حكومة الاغلبية، انتخابات مبكرة، التزام صيغة اربيل، المؤتمر الوطني، لقاء زعماء الكتل، نصائح وتحذيرات وتوقيتات وتهديدات باسم مراجع وزعامات.

*انفلات الحالة الاقتصادية وغياب الدولة التام عن السوق وعجز السلطات عن احتواء المظاهر المدمرة للتوازن المعيشي (فئات تزداد غنى، واخرى تزداد فقرا) وتعطل مشاريع الخدمات واخفاق معالجة البطالة وبناء السلام الاهلي عابر للطائفية.

* من زاوية معينة يبدو ان كابينة الحكومة تمسك اكثر من ملف ذي صلة بالاختلال السياسي، لكن الموضوعية تلزم القول بان عددا من ملفات الازمة تقع خارج ارادة الحكومة، وبعضها بيد معارضيها على وجه التحديد.. وان تكرار التنصل من المسؤولية لن يغير من المعادلة شيئا.

***


"ليس للاقتناع قيمة إذا لم يتحول إلى سلوك".     
                                            توماس كارليل
 

جريدة(الاتحاد) بغداد

 

free web counter