| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 17/8/ 2010

 

آه.. ايتها الفروسية

عبد المنعم الاعسم 

من دون لف أو دوران، فقد جاء اوان القول الفصيح في الازمة السياسية التي تحولت الى دوامة، وسحبت المجتمع كله الى صدمة، بان الحل لا يزال بيد اصحاب الازمة، وبمعنى ما، لا يصلح هذا الحل ان يجري التبرع به الى الآخرين من خارج الساحة العراقية، وهو ليس فزورة يتسلى بها صبيان قبل الخلود الى النوم، ولم يعد (كما ظن البعض) صفقة تجارية يجري التخطيط لها في غرف موصدة.. انه قرار شجاع يتخذه شخص مؤثر، او مجموعة من الاشخاص المؤثرين لجهة اختصار الصراع الى تسوية تاريخية مشرفة، يكتفي فيها رئيس الحكومة بمجد التكليف المشروط ، وينال فيها منافسوه وسام التنازل الشجاع.
والحل بحاجة الى فروسية ترقى فوق الخوف، وتنأى عن الغدر، وتستعد للتضحية، ولا يأخذها في الحق لومة لائم، وتقول الحقيقة بملء الفم المليان، حتى على نفسها، بل وعلى نفسها في المقام الاول.
ومن غير هذا فان شوطنا الى الاستقرار وراحة البال عسيرا متواصلا، وباهض التكاليف، ونزيفنا متصلا، وستتناسل محننا عن محن، وسيبقى دارنا الطاهر مسكونا بالنحس، ومرابعنا موبوءة بعوارض العنف وسرطانات الشر، وحدودنا مفتوحة للتهريب والغارات والقرصنة، وممتلكاتنا عرضة للنهب والتعدي، وحواضرنا ساحات للفواجع والحروب، فهي، جميعا، من بعض الاستحقاقات المعلقة في رقابنا من عهد قديم منحل، وعهد جديد معتل، ففي غضون ثلاثة عقود من الزمن قام ذلك العهد الشيطاني باختزال حاضرنا الى بضعة سطور كهنوتية فوق اكاذيب عن معارك “شرف” جاءتنا بطوابير التوابيت والمقابر والارامل والكوابيس، وتولى ذلك العهد تهريب تاريخنا وماء وجهنا الى اسواق العالم الخلفية مقابل كلمات اعجاب متسخة بالرشى.
والحال، إذن، كما تقول امثالنا: الفاس بالراس، وكما تقول امهاتنا: تدبغت جلودنا.. أو كما يقول المتنبي العظيم:

فصرتُ إذا اصابتني سهام..... تكسرتْ النبالُ على النبال
وهانَ فما ابالي بالرزايا ...... لأني ما انتفعت بان ابالي

على اصحاب الازمة اختصار الدوامة كما اختصرها ذلك الشيخ في الحكاية القديمة، إذ توقف طويلا تحت ميزاب كان يقطر ماء متسخا فاخذته الحيرة وطاله الوسواس ما إذا كان قد طاله نثار النجس ام لا، حتى إذا اشتدت به الحيرة، واستطالت به المعاناة تقدم ووقف تحت سيل الماء المتسخ، وهو يقول: الآن اصبح الشك يقينا.
اختصار المعاناة يحتاج الى لاعبين يتصفون بالفروسية.. حقا.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
العصفور يحتاج إلى عش، والأسد إلى غابة.. والحائر الى قرار"
                                                                حكيم


جريدة(الاتحاد) بغداد
 

free web counter