| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

الأحد 16/8/ 2009

 

جملة مفيدة

في الحركة بركة

عبد المنعم الاعسم 

كواليس الكيانات السياسية مزدحمة هذه الايام باللقاءات، المعلن وغير المعلن لها، وتدور حول نقطة واحدة هي البحث في امكانيات تشكيل ائتلافات لخوض انتخابات كانون الثاني المقبلة، وليس من الغريب ان تعبر هذه اللقاءات الحدود الى عواصم اقليمية، لكن الغريب يتمثل في ما يتسرب من معلومات عن مشاركة (او رعاية) الدول المضيفة لبعض هذه اللقاءات واجندتها، وهو امر جدير بالتأمل (والنقد) اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الشكاوى الرسمية المبكرة عن وجود تدخل خارجي للضغط على القوى التصويتية العراقية لصالح اعوان او حلفاء، وان الامر يتجاوز انصار العملية السياسية الى قوى لا تزال تراهن على التجييش وجعجعة السلاح.
وغير هذا، فان التصريحات والتلميحات التي تعقب تلك اللقاءات تكشف عن حقيقة واضحة هي ان الاطراف المتحاورة تتفق على المبادئ العامة وتختلف على التفاصيل، الامر الذي يحمل المراقب على الاعتقاد بان التحالفات الانتخابية التي يجري الحديث عنها لم تنضج بعد ولم تأخذ شكل اطر نهائية، وان الكثير مما يقال لا يعدو عن كونه جس نبض من جانب ومحاولة لتحسين مواقع البعض من جانب آخر، وان ثمة الكثير من المفاجآت لا تزال في الطريق، قد تطيح برؤوس وقوى، وقد تزيد في مناسيب شرائح اخرى.. وفي التفاصيل، كما يقال، تقيم الابالسة.
في كل الاحوال، ثمة في الحركة بركة، طبقا للحكمة المعروفة، فقد شارك الجميع، كل من موقعه، في صناعة حراك سياسي عراقي ناشط لم تعهده العملية السياسية من قبل، والمهم في هذا الحراك، انه(حتى الان) يجري في اجواء من الشفافية السياسية وبعيدا عن العنف والتخوين ولغة التلغيم والاسقاط والاستئصال، وليس من دون مغزى كثرة الحديث عن تجاوز الاطر الطائفية للتحالفات المقبلة والتزام الانفتاح على الافكار والخيارات المختلفة والتأكيد على الخيار العراقي الوطني واحترام ارادة الناخب وصوته وحمايته من الاكراه، ولا يصح-طبعا- ان نتشكك(مبكرا) في نيات اصحاب هذه الشعارات الطيبة قبل ان نتملى تطبيقها الفعلي على الارض كلما اقترب موعد السباق الانتخابي.
على ان ثمة رافعة لها شأن في ترشيد الحراك السياسي المتنامي الآن وتنمية ثقافة الحوار والشراكة يمكن رصدها في مجريات ونتائج انتخابات اقليم كردستان التي قدمت مثلا ايجابيا ساعد في ترسيخ القناعة بجدوى(وبامكانية) التنافس الحر بين الفرقاء، ووضع خيار التداول السلمي للسلطة موضع التطبيق الحي، الامر الذي اعتبر من زاوية معينة كتجربة اضافية(وقائية) تشجع على التفاؤل حيال مستقبل الديمقراطية في العراق واقامة الدولة الاتحادية، كما اعتبرت هذه الانتخابات بمثابة وثيقة حية ترد على طعون بعض الشرائح حيال نيات الكرد والتزامهم بالشراكة في الوطن الواحد.
الحركة التي نتابعها في الكواليس ترشح الكثير من الاحتمالات الطيبة جنبا الى جنب مع مخاوف، لها ما يبررها، من العودة الى اساليب الاكراه والرشى والالتفاف على حرية ونزاهة التصويت واستخدام المال والسلطة بديلا عن الاقناع، إذ تبرز معالم بعض هذه العناوين من الآن، للاسف.
 

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
لا يضيع شئ ذو قيمة "
                        آبراهام لينكولن











 

free web counter