| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأثنين 16/5/ 2011

 

اغتيالات الكواتم..
محاولة تشريح

عبد المنعم الاعسم 

إنتشار عمليات الاغتيال بكواتم الصوت يلزم التأمل والتأشير وذلك بعد هذا الاسهال، والاستسهال، في التصريحات التي تناوب عليها مسؤولون امنيون ونواب ومعلقون وبلغ الامر معها حدا بحيث يمكن لنا ان نسجل هذا الملف الاجرامي الخطير على ذمة مجهول.
فاذا استرشدنا بكومة التصريحات والتلميحات سيكون لدينا ما يلي: ان جميع الاطراف المتصارعة على السلطة والمليشيات المحلية النائمة وقوى الجريمة والارهاب والدول المجاورة والمخابرات الدولية النافذة متورطة في اعمال القتل بكواتم الصوت وبمسافات مختلفة من هذا الملف.
كما ان هوية الضحايا ورسوم وظائفهم الموزعة بدقة متناهية ومحسوبة على اطياف وولاءات معينة تكشف عن خارطة مثيرة، لا تخطئها الفطنة السياسية والعملياتية، لهوية الجناة وولائهم والجهات التي يخدمونها، وفي كل الاحوال لا يمكن للمراقب الذي يتابع هذا المسلسل اليومي التراجيدي ان يطمئن الى الاعتقاد بان القتلة يتحدرون من ضرع واحد فقط ويخدمون جهة واحدة حصرا، وقد يقال بان هذا هو ما يؤسس له المشروع الارهابي في العراق، الامر الذي يمكن القبول به، لكن بحذر.
وإذا ما استخدمنا في هذا التشريح الواقعي مفتاحا آخر يخص اهداف هذا التطوّر الخطير في الاختراقات الامنية، وإثارة الهلع في مفاصل المنظومة الامنية، واستباق الانسحاب الامريكي، ودوامة الحقائب الامنية المتفاقمة، فاننا سننشر على الطاولة طائفة من اصابع الاتهام قد لا تطيش في تسمية المشتبه بهم، وقد لا تترك محلا للقول الشائع بان هناك تقصيرا او غفلة في موقع ما، فان بعض المغفلين مشوا في جنائز الضحايا متشفين كفاية.
وفيما يـُستبعد ان يكون مسلحوعصابات القاعدة وفلول النظام السابق وحدهم ابطال هذه الجرائم فان المساحة الظنية تتسع بالطول والعرض، وتبرز فيها اشباح ورسائل وتراشق اتهامات فضلا عن فنون من الروايات والتهديدات بين الساسة او وكلائهم، على ايقاع متسارع من الشائعات وتسريبات الكواليس وتقارير المواقع الالكترونية التي لو جمعت في سلة واحدة لقال قائلنا اننا في دولة افاعي، وان حياتنا رهن الصدف والحظوظ.
اما اذا ما اطلقنا السؤال الاستباقي عمن يكون رابحا ومستفيدا ومرتاحا (وآمنا) من هذه الموجة من الاغتيالات بكواتم الصوت، ومن يستخدمها ورقة في الصراع او فاصلة في تسجيل النقاط والشبهات على الخصوم، فسنكون كمن دخل لعبة كابوسية: الرابحون كثيرون، ولا احد خسر سوى الضحايا الذين ينهضون من قبورهم ليوجهوا الاتهام لنا، نحن الابرياء الشهود، لأننا نمرر مثل هذه الجريمة المروعة متفرجين.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"عندما لا يوجد البستاني لا توجد الحديقة
"
                                              تولستوي
 


جريدة(الاتحاد) بغداد



 

 

free web counter